الواجهة الرئيسيةمقالات

اختراق النظام الإيراني من قبل الموساد

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

قاضي في بيروت يُقبّل يد القاتل!

كشفت مصادر إيرانية رسمية وإعلامية عن محاولة اغتيال استهدفت رئيس الجمهورية الإيرانية مسعود بزشكيان خلال اجتماع رفيع المستوى للمجلس الأعلى للأمن القومي.
وذكرت المصادر أن ذلك جرى أثناء تبادل الهجمات العسكرية بين طهران وتل أبيب في ما يعرف بـ”حرب الـ12 يوما”.

وقال مسؤول إيراني رفيع لوكالة “إيسنا” إن “الكيان الصهيوني كان يخطط لاغتيال رئيس الجمهورية خلال جلسة مهمة لمجلس الأمن القومي أثناء الحرب” مضيفا أن هذه المحاولة لن تمر دون أن يدفع الكيان الثمن على حد تعبيره.

وبحسب وكالة “فارس” التابعة لـ”الحرس الثوري” فإن الضربة الجوية التي استهدفت الاجتماع في الطابق السفلي لمبنى غرب طهران يوم 16 يونيو الماضي كانت دقيقة إلى درجة دفعت الأجهزة الأمنية إلى فتح تحقيق داخلي حول احتمال وجود اختراق أمني أو “جاسوس” داخل الدوائر العليا للدولة.كما راينا خلال الحرب كيف كان الوضع داخل ايران ومدي قوة الموساد في اختراق انظمة الدفاعات الإيرانية واغتياله لكثير من القيادات الامنية رفيعة المستوي في الصفوف الاولى من القادة واغتيال ابرز العلماء النوويين داخل البلاد ودقة الاغتيالات وأماكن تواجدها حتي انهم اغتالوا رئيس فيلق القدس وهو نائم في غرفة نومه. اختراق النظام الإيراني من قبل الموساد الإسرائيلي هو موضوع بالغ الحساسية ويُعد من أبرز ملامح الحرب الاستخباراتية غير المعلنة بين إسرائيل وإيران منذ عقود. شهدت السنوات الأخيرة عدداً من العمليات الجريئة التي نُسبت إلى الموساد داخل العمق الإيراني ما يعكس مدى التغلغل الذي تمكنت منه إسرائيل داخل المنظومة الأمنية الإيرانية رغم الحذر الشديد الذي تبديه طهران.

أبرز ملامح هذا الاختراق :

أبرز عمليات الموساد داخل إيران:

  1. سرقة الأرشيف النووي الإيراني (2018)
    • عملية ضخمة تم تنفيذها في قلب العاصمة طهران، حيث تمكن عملاء الموساد من اقتحام مستودع سري تابع للبرنامج النووي الإيراني.
    • تمت سرقة آلاف الوثائق والملفات والقرصات الصلبة، ونقلها إلى خارج إيران.
    • رئيس الوزراء الإسرائيلي آنذاك بنيامين نتنياهو عرض هذه الوثائق في مؤتمر عالمي، كاشفًا عن تفاصيل سرية حول نية إيران تطوير سلاح نووي.
  2. اغتيال محسن فخري زاده (2020)
    • يعتبر أبو البرنامج النووي الإيراني.
    • اغتيل بالقرب من طهران باستخدام مدفع رشاش آلي مُتحكم به عن بُعد دون وجود عناصر بشرية في الموقع.
    • إيران اتهمت مباشرة الموساد الإسرائيلي بالتنفيذ.
  3. اختراق منشآت نووية (نطنز وفوردو)
    • تم تنفيذ عدة عمليات تخريب طالت أجهزة الطرد المركزي ومنشآت التخصيب.
    • في 2021، تعرض موقع نطنز النووي لانفجار قوي أدى إلى تدمير أجهزة الطرد الجديدة.
    • طهران أشارت إلى أن الهجوم كان بواسطة “تخريب داخلي” ما يرجح وجود جواسيس داخل المنشآت النووية.
  4. تهريب جواسيس مزدوجين ومعلومات حساسة
    • نشرت وسائل إعلام إسرائيلية تفاصيل عن قيام الموساد بتهريب ضباط إيرانيين من داخل البلاد مقابل معلومات.
    • من ضمنهم عالم نووي سابق فرّ إلى الخارج، ويُعتقد أنه ساعد في رسم صورة للمنشآت النووية من الداخل.
  5. اختراق النظام السيبراني والأمني
    • تعرّضت مؤسسات حساسة إيرانية لهجمات إلكترونية كبرى مثل:
    • وزارة الاستخبارات
    • منشآت البنية التحتية
    • أنظمة النقل العام
    • اتهمت طهران “كيانات خارجية” بقيادة إسرائيل.

كيف تمكن الموساد من هذا الاختراق؟
1. تجنيد جواسيس محليين (إيرانيين معارضين للنظام أو أفراد من الأقليات مثل البلوش والأكراد).
2. التعاون مع جماعات معارضة مثل مجاهدي خلق التي تملك قواعد داخلية وخارجية.
3. تفوق تكنولوجي واستخدام وسائل تجسس متطورة منها الطائرات بدون طيار والأقمار الاصطناعية.
4. ضربات نفسية وإعلامية لإرباك النظام الإيراني وكشف هشاشته أمام الداخل والخارج.

ماذا يعني هذا لإيران؟
• إحراج داخلي للنظام الإيراني خصوصاً بعد الكشف عن عمليات الموساد داخل طهران.
• تعزيز القبضة الأمنية وزيادة حملات الاعتقال والرقابة على موظفي الدولة والعلماء.
• هروب العقول من البرنامج النووي بسبب الخوف من الاستهداف.
• حرب استخباراتية مفتوحة قد تتحول إلى صدام مباشر في المستقبل..

الخلاصة:

الموساد الإسرائيلي نجح في اختراق قلب النظام الإيراني أكثر من مرة وتحوّلت هذه العمليات إلى رسائل استراتيجية بأن إسرائيل قادرة على الضرب متى شاءت حتى داخل أكثر المناطق المحصنة في إيران. في المقابل تواجه طهران معضلة أمنية متزايدة قد تؤثر على استقرار مؤسساتها الأمنية والعسكرية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى