التعليم

حصاد نشاط طلابي تمكين الشباب بجامعة المنوفية

في إطار رؤية الدولة المصرية التي تولي الشباب أولوية استراتيجية باعتبارهم قاطرة التنمية وصنّاع المستقبل، ووفقًا لتوجيهات وزارة التعليم العالي والبحث العلمي بدعم الأنشطة الطلابية كمسار محوري لبناء شخصية جامعية متكاملة، عزّزت جامعة المنوفية دورها الريادي عبر منظومة متكاملة قادها قطاع شئون التعليم والطلاب، تحت رعاية الدكتور أحمد القاصد رئيس جامعة المنوفية وإشراف الدكتور ناصر عبد الباري نائب رئيس الجامعة لشئون التعليم والطلاب، وتنسيق الإدارة العامة لرعاية الطلاب تحت اشراف الدكتور محمد شاهين، والمكوَّنة من عشر إدارات مركزية (الرياضي، الاجتماعي والرحلات، الثقافي، العلمي والتكنولوجي، إعداد القادة، الجوالة والخدمة العامة، الفني، الأسر والاتحاد، التكافل الاجتماعي، الاستاد والمنشآت الرياضية)، فأطلقت أكثر من 205 مشروعًا وبرنامجًا تجاوز أثرها حاجز مئة ألف مستفيد من الطلاب والعاملين والمجتمع المحيط، راسخةً النشاط كركيزة استراتيجية لصناعة الطالب المتوازن.

اعتمدت الخطة على تنوّع ثري يوازن بين البناء المعرفي والقيادي والجسدي والجمالي؛ إذ تصدّر النشاط الثقافي من حيث حجم المشاركة بتنظيم 34 فعالية جذبت 6376 طالبًا وطالبة، بينما قدّمت إدارة شئون الاتحاد والأسر 33 نشاطًا دعّمت المشاركة الطلابية الواعية لنحو 3494 طالبًا، ورسخت روح الانتماء والعمل الجماعي .

وفي محور دعم المواهب والإبداع، فعّلت إدارة النشاط الفني 14 فعالية استفاد منها 1362 طالبًا وطالبة شملت الكورال والموسيقى والعروض المسرحية والفنون التشكيلية، إلى جانب مشاركات متميزة في التصفيات النهائية لعدة مجالات بمسابقات «إبداع»، ما رسّخ منصة منهجية لاكتشاف الطاقات الفنية وتأهيلها للمنافسة الوطنية.

وعلى صعيد بناء القيادات، نفذت إدارة إعداد القادة 22 نشاطًا وبرنامجًا تدريبيًا وميدانيًا استفاد منه 1396 مشاركًا، تضمنت زيارات نوعية، دورات مكثفة لتنمية القدرات، وبرامج للإسعافات الأولية والتنمية البشرية والتصدي للممارسات والسلوكيات السلبية، فدعمت منظومة إعداد نخب طلابية واعية ومؤهّلة للتمثيل الفعّال.

وسعت الجامعة إلى تمكين العلوم والابتكار عبر النشاط العلمي والتكنولوجي الذي نفّذ 14 فعالية استقطبت 2588 طالبًا وطالبة، شملت منتديات علمية متعددة المراحل، برامج تدريب ريادة الأعمال، مسابقات للابتكارات، وهاكاثونات متخصصة، شكلت جميعها حاضنة لتوليد الأفكار وتحويلها إلى مشروعات ناشئة قابلة للتطوير.

أما في مجال الرعاية والتنمية المجتمعية، فقدمت إدارة التكافل الاجتماعي 12 خدمة نوعية وصل أثرها إلى 15572 مستفيدًا، تضمنت معارض خيرية ومبادرات دمج مجتمعي ودعمًا موجّهًا للطلاب وذوي الهمم، بما يدعم العدالة الاجتماعية وتكافؤ الفرص داخل الحرم الجامعي ويحد من معوقات الاستمرار الأكاديمي.

وفي محور التربية البدنية والانفتاح البيئي، نفّذت إدارة النشاط الرياضي والجوالة والخدمة العامة 15 فعالية (رياضية وكشفية) مع حضور واضح لبرامج الدمج ودورات تنمية المهارات الكشفية والمشاركات في مهرجانات ولقاءات قومية، ما عزز الانضباط وروح الفريق وثقافة الخدمة العامة.

وعزّزت المنظومة البنية التحتية الداعمة عبر خدمات الإستاد والمجمع الأوليمبي والمنشآت الرياضية التي استوعبت 7790 طالبًا، و1820 من العاملين، و16580 من المستفيدين الخارجيين، إضافة إلى 63 من ذوي الهمم، مؤكدةً اتساع دائرة الاستفادة ودمج الشرائح المختلفة وتعظيم العائد المجتمعي.

كما نظمت الجامعة حزمة من المبادرات شملت حملات التبرع بالدم التي استقطبت 725 متبرعًا، وبرامج القيادة والابتكار الاجتماعي، وسلسلة من المنتديات العلمية المتتابعة التي شارك في كل مرحلة منها مئات الطلاب، إضافة إلى مبادرات التوعية بالصحة الإنجابية ومكافحة الإدمان والتنمر والجرائم الإلكترونية، ومشروعات حماية الملكية الفكرية؛ لتشكل جميعها منصة متكاملة تعزز الوعي، وتهذب السلوك، وتبني شخصية الطالب الجامعي المسؤول.

أشاد الدكتور أحمد القاصد، رئيس جامعة المنوفية، بهذا الحصاد الذي وصفه بـ”العلامة الفارقة” في مسار الأنشطة الطلابية، مؤكدًا أن الجامعة تضع دعم المبادرات النوعية في صدارة أولوياتها لصناعة جيل متوازن يجمع بين التميز الأكاديمي والوعي الوطني وروح العمل الجماعي، مشيرًا إلى أن الاستثمار الواعي في النشاط بات أداة استراتيجية لصياغة شخصية طلابية مرنة قادرة على الإبداع والمنافسة وخدمة المجتمع.
وأضاف القاصد، تكرّس الجامعة بهذا الحراك فلسفة الاستثمار في الإنسان عبر نشاط هادف يطلق الطاقات الشابة، ويعزّز الانتماء، ويُراكم خبرات عملية تتجاوز قاعات الدراسة نحو ميادين التأثير المجتمعي، معززةً توافق المسار الجامعي مع أولويات الدولة في بناء شخصية معاصرة متوازنة.

كما أكد الدكتور كريم همام مستشار وزير التعليم العالي للأنشطة الطلابية ومدير معهد إعداد القادة أن ما حققته جامعة المنوفية يعكس رؤية الوزارة في جعل الأنشطة الطلابية منصة استراتيجية لبناء الشخصية المتكاملة، موضحًا نجاح الجامعة في دمج التأهيل القيادي بالابتكار وخدمة المجتمع لتمكين الشباب وتعزيز وعيهم الوطني، ومشيرًا إلى أن التجربة تمثل نموذجًا يحتذى به في تحويل النشاط إلى أداة حقيقية لصناعة الريادة والإبداع بما ينسجم مع أهداف الدولة في الاستثمار في قدرات طلابها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى