النفاق… داء القلوب وشرّ النفوس

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

النفاق هو آفة خطيرة تصيب القلوب وتضر بالمجتمعات إنه مرض نفسي وسلوكي يتميز بإظهار ما يخالف الحقيقة في القول أو الفعل وقد يكون النفاق اعتقادياً (إظهار الإيمان وإبطان الكفر) أو عملياً (التخلق ببعض صفات المنافقين مع الإيمان بالله)
في زحمة الحياة وتقلّبات الناس يبقى النفاق واحدًا من أشدّ الآفات التي تهدد نقاء القلوب وصفاء المجتمعات هو الوجه الكاذب الذي يرتديه البعض يخدعون به الناس ولكنهم لا يخدعون الله الذي يعلم السر وأخفى.
ما هو النفاق؟
النفاق هو أن يُظهر الإنسان غير ما يُبطن. أن يتظاهر بالصلاح وقلبه مشبع بالفساد. أن يتكلم عن الإخلاص وهو أول الخائنين. أن يرفع شعار الإيمان وهو أبعد الناس عن نور الإيمان.
وقد قال النبي صل الله عليه وسلم:
“آية المنافق ثلاث: إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا اؤتمن خان” [متفق عليه]وهذه الصفات وإن بدت سلوكًا عابرًا إلا أنها في حقيقتها مؤشرات على مرضٍ داخلي خطير.
أنواع النفاق
- نفاق اعتقادي (أكبر)
وهو أن يُظهر الإنسان الإسلام وهو في باطنه كافر. هذا النوع أخطر ما يكون إذ يُخرج صاحبه من الإسلام ويجعله في الدرك الأسفل من النار كما قال الله تعالى:
“إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ وَلَنْ تَجِدَ لَهُمْ نَصِيرًا” [النساء: 145]
- نفاق عملي (أصغر)
وهو أن يحمل المرء صفات المنافقين في سلوكه من كذب وخيانة ونقض للعهود مع بقاء إيمانه وهذا النوع خطير كذلك لأن صاحبه يعيش في ظلمة القلب وتناقض الروح.
خطر النفاق على الفرد والمجتمع
النفاق يمزق الروابط ويفسد الثقة ويزرع الشك في النفوس. لا تستقر المجتمعات التي تنتشر فيها هذه الآفة ولا تنمو القيم حيث يكثر أصحاب الوجوه المزدوجة.
فالمنافق قد يبتسم لك ويطعنك في ظهرك. قد يصفق لنجاحك ويتمنى سقوطك يظهر معك ويعمل ضدك.
كيف نحمي أنفسنا من النفاق؟
بالصدق مع النفس والناس.
بمراقبة الله في السر والعلن.
بأن نطابق أقوالنا بأفعالنا.
بالإخلاص في كل عمل.
وبمحاسبة النفس باستمرار.
النفاق لا يختبئ طويلًا فسرعان ما تكشفه المواقف ويفضحه الزمن. وكما أن الصدق يُنجي فالنفاق يُهلك وإن بدا في لحظة أنه طريق مريح.
فلنكن من الصادقين لا من المتلونين من الذين إذا غابوا ذكروا بالخير وإذا حضروا أضافوا للقيم وزنًا ومعنى.
أضرار النفاق
هدم الثقة .. يؤدي إلى فقدان الثقة بين الأفراد والمجتمعات، مما يضعف الروابط الاجتماعية ويخلق بيئة من الشك والريبة.
نشر الفساد ..يساهم في انتشار الفساد الأخلاقي والإداري حيث يسعى المنافق لتحقيق مصالحه الخاصة على حساب المصلحة العامة.
اضعاف الشعوب … يضعف الأمة ويزعزع استقرارها حيث يثير الفتن ويخلق الانقسامات بين أفراد المجتمع.
العقاب في الاخرة ..يُعتبر النفاق من الكبائر التي يعاقب عليها الله تعالى في الآخرة حيث يكون مصير المنافقين في الدرك الأسفل من النار.
صفات المنافقين:
- الكذب: يخالفون الحقيقة في أقوالهم وأفعالهم.
- الغدر: يخونون الأمانة وينقضون العهود.
- الخيانة: يخونون الأمانة وينقضون العهود.
- الخداع والمكر: يحاولون خداع الناس والتلاعب بهم.
- التذبذب والتردد: لا يثبتون على حال ولا يلتزمون بمبدأ.
- الكسل والتهاون في العبادات: يتكاسلون عن أداء العبادات ويظهرون الرياء.
- الاستهزاء بالدين وأهله: يسخرون من الدين وأتباعه.
- موالاة الكفار: يوالون الكفار ويتعاونون معهم ضد المسلمين.
علاج النفاق:
- التوبة الصادقة:يجب على من اتصف بالنفاق أن يتوب إلى الله توبة نصوحاً، وأن يندم على ما فات ويصلح عمله.
- الصدق والإخلاص:يجب على المسلم أن يتحلى بالصدق والإخلاص في أقواله وأفعاله، وأن يبتعد عن الرياء والنفاق.
- مخالطة الصالحين:يجب على المسلم أن يجالس الصالحين ويقتدي بهم، وأن يبتعد عن صحبة الأشرار وأهل النفاق.
- الخشية من الله:يجب على المسلم أن يخشى الله تعالى ويراقب أعماله، وأن يعلم أن الله عليم بكل شيء.
- الدعاء:يجب على المسلم أن يدعو الله تعالى أن يجنبه النفاق وأن يثبته على الحق.