الصحة

“العنب”.. فاكهة غنية بالمركبات الفعالة تدعم صحة القلب والدماغ والجلد

أثبتت أبحاث علمية حديثة أن العنب ليس مجرد فاكهة موسمية شهية، بل مكوّن غذائي فائق الفائدة، يحتوي على أكثر من 1600 مركب نشط، من أبرزها مضادات الأكسدة، ما يجعله واحدًا من أغنى الأطعمة الطبيعية من حيث التركيب الحيوي والتأثيرات الصحية.

وبحسب تقرير صادر عن لجنة “عنب المائدة” في ولاية كاليفورنيا الأميركية، فقد خضع العنب لأكثر من 60 دراسة علمية تناولت أثره على عدد من أجهزة الجسم، بما في ذلك القلب والدماغ والجلد والجهاز الهضمي، فضلاً عن دوره اللافت في دعم وظائف الرؤية والتأثير على التعبير الجيني.

دعم قلبي – وعائي وعصبي مثبت سريريًا

تشير البيانات المستخلصة من التجارب السريرية إلى أن العنب يسهم بشكل فعّال في تحسين صحة القلب والأوعية الدموية، وذلك من خلال تعزيز استرخاء الأوعية الدموية وتحسين تدفّق الدم، إلى جانب تأثيره على تنظيم مستويات الكوليسترول في الجسم.

كما كشفت الدراسات عن دور العنب في الحفاظ على صحة الدماغ، عبر دعم عمليات الأيض الدماغي وتحسين الوظائف الإدراكية، ما يفتح المجال لاحتمالات استخدامه ضمن أنظمة التغذية الوقائية من التدهور المعرفي.

فوائد جلدية وهضمية وبصرية موثّقة

من جانب آخر، بيّنت الأبحاث أن العنب يعزز مقاومة خلايا الجلد للأشعة فوق البنفسجية، ويحد من تلف الحمض النووي الناتج عن العوامل البيئية، وهي مؤشرات مهمة في الوقاية من شيخوخة الجلد وبعض الأمراض المرتبطة بها.

أما على مستوى الجهاز الهضمي، فقد أظهرت النتائج أن تناول العنب يساعد في تعديل تركيبة ميكروبيوم الأمعاء، ويزيد من تنوّعه، الأمر الذي يرتبط بتحسين المناعة ومقاومة الالتهابات.

وفيما يخص صحة العين، لوحظ أن استهلاك العنب يؤدي إلى زيادة الكثافة البصرية للصبغة البقعية في شبكية العين، وهو مؤشر على حماية محتملة من أمراض مثل التنكّس البقعي المرتبط بالعمر.

تأثيرات على الجينات

وفي تطوّر لافت، دخل العنب أيضًا ضمن نطاق علم الجينوم الغذائي، الذي يدرس تأثير الأغذية على نشاط الجينات البشرية. 

وأفادت الدراسات أن تناول العنب يُحدث تغيرات إيجابية في التعبير الجيني في عدد من أجهزة الجسم، ما يُعدّ أحد التفسيرات العلمية وراء تعدد فوائده الصحية.

وقال إيان ليماي، رئيس لجنة “عنب المائدة” بكاليفورنيا، إن النتائج التي نُشرت مؤخرًا تدعم تصنيف العنب كـ”غذاء خارق”، مؤكدًا أن الفاكهة لم تَعُد مجرد وجبة خفيفة، بل مصدر حقيقي للعناصر الحيوية الضرورية للصحة العامة.

وأضاف ليماي: “سواء تم تناول العنب كخيار صحي أو لمجرد الاستمتاع بطعمه، فإن كل حبة عنب تُقدّم فائدة حقيقية للمستهلك”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى