سرقة مساعدات غزة بين الفوضى والادعاءات السياسية

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

في ظل المجاعة المتفاقمة التي تعصف بقطاع غزة يطفو على السطح ملف بالغ الخطورة سرقة المساعدات الإنسانية. فبينما يعاني السكان من الجوع ونقص الدواء تُسجَّل عمليات نهب ممنهجة وادعاءات متضاربة بشأن الجهات المسؤولة عن اختفاء كميات ضخمة من المساعدات. هذا المقال يسلط الضوء على الحقائق من خلال تتبع التقارير الدولية وردود الفعل الرسمية وأدوار الأطراف المختلفة في هذا الملف الشائك.
أين تذهب المساعدات؟
تشير تقارير حديثة إلى أن أكثر من 90% من المساعدات الإنسانية القادمة إلى غزة لا تصل إلى مستحقيها. وقد سجلت وكالة USAID ما لا يقل عن 156 حالة فقدان أو سرقة للمساعدات خلال الأشهر الماضية تنوعت بين عمليات نهب مسلحة وسرقة من جهات مدنية وحتى من مقاولي توزيع.
أبرز الجهات المتورطة:
• جماعات مسلحة غير نظامية.
• موظفون فاسدون في منظمات محلية.
• عصابات محمية ضمن “مناخ الفوضى” قرب معبر كرم ابوسالم.
هل حماس مسؤولة؟
رغم الاتهامات الإسرائيلية المتكررة والتصريحات السياسية من مسؤولين أمريكيين كالرئيس دونالد ترامب لم تُثبت أي جهة دولية بما في ذلك USAID تورط حماس في سرقة أو تحويل مسار المساعدات.
على العكس أكدت الوكالة الأمريكية للتنمية أن جميع التحقيقات انتهت دون العثور على أدلة تشير إلى تدخل حماس.
من جهتها وصفت حركة حماس هذه الاتهامات بأنها “مزاعم باطلة بلا دليل” معتبرة أنها جزء من حملة إعلامية تهدف لتحميل المقاومة وزر معاناة المدنيين.
من ينهب فعلاً ؟ “الفوضى المُهندسة”
تؤكد تقارير مستقلة أن الفاعلين الرئيسيين في عمليات نهب المساعدات هم:
• ميليشيات محلية مثل “القوات الشعبية”.
• سماسرة وتجار في السوق السوداء.
• مجموعات تعمل بحماية ضمنية من قوات الاحتلال.
أبرز الحوادث المسجلة وقعت عند معبر كرم ابوسالم حيث تم نهب 98 شاحنة من أصل 109 في عملية واحدة وفق تقارير إعلامية دولية.
الحصار والنتائج الإنسانية
يعيش سكان غزة اليوم في واحدة من أسوأ الأزمات الإنسانية في العالم منذ مارس 2025 لم تصل مساعدات غذائية أو طبية إلى شمال القطاع في حين تدخل كميات رمزية إلى الجنوب يتم نهبها أو بيعها بأسعار باهظة في الأسواق السوداء.
نحو مليون شخص مهددون بالمجاعة بينما تتعرض الشاحنات للنهب قبل وصولها في ظل غياب منظومة أمنية أو رقابة أممية فعالة. تقرير الأمم المتحدة يوليو 2025.
ما المطلوب الآن؟
الحلول لا تكمن فقط في إرسال المزيد من الشاحنات بل في:
• تأمين الطرق والمسارات التي تسلكها المساعدات.
• إعادة دور الأمم المتحدة في الإشراف والتوزيع.
• وقف تدخل الجماعات المسلحة وتفكيك الشبكات التي تتاجر بالمساعدات.
• تحميل الاحتلال مسؤولية الانهيار الأمني والسماح بتوزيع آمن وعادل.
بينما يجوع سكان غزة تختفي المساعدات خلف ظلال النهب والتجاذب السياسي وغياب العدالة الإنسانية الحقيقة المؤلمة هي أن الضحايا هم الأبرياء الذين تُسرق بطونهم وأرواحهم تحت أنظار العالم حان الوقت لمحاسبة كل من يعبث بقوت المدنيين وتفعيل آليات رقابة صارمة تعيد الحياة والأمل لشعب أُنهك تحت الحصار والقصف والجوع.
المصادر:
• وكالة رويترز
• وكالة الأناضول
• وكالة أسوشيتد برس
• صحيفة وول ستريت جورنال
• قناة الجزيرة
• برنامج الغذاء العالمي
• موقع الأمم المتحدة