نتنياهو يشعل الغضب العربي بتصريحاته عن “إسرائيل الكبرى”

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

أثار رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو موجة واسعة من الغضب والاستنكار في الأوساط العربية والإسلاميةبعد تصريحاته الأخيرة التي عبّر فيها عن إيمانه العلني بمفهوم “إسرائيل الكبرى” معتبرًا إياها “مهمة تاريخية وروحانية” تمر عبر الأجيال.
وجاءت تصريحات نتنياهو خلال مقابلة تلفزيونية مع قناة i24 حيث عرضت خريطة تضمنت حدودًا موسعة لما سماه بـ “إسرائيل الكبرى” شملت القدس والضفة الغربية وأجزاء من الأردن وسوريا ولبنان ومصر في إشارة واضحة إلى أطماع توسعية تتجاوز الحدود المعترف بها دوليًا.
ردود فعل عربية غاضبة
الدول العربية والإسلامية سارعت إلى إصدار بيانات إدانة شديدة اللهجة واعتبرت ما ورد في تصريحات نتنياهو تهديدًا مباشرًا لسيادة الدول وخرقًا صارخًا للقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة.
• جامعة الدول العربية وصفت التصريحات بأنها استفزاز خطير مؤكدة أن “إسرائيل الكبرى” ليست سوى وهم استعماري يتناقض مع كل فرص السلام.
• مصر أكدت رفضها القاطع لأي أفكار توسعية تمس أراضيها أو الأراضي العربية وطالبت إسرائيل بتوضيح رسمي.
• الأردن وصف الخطاب بأنه “تصعيد خطير” يمس مباشرة سيادته وأمنه القومي.
• السعودية قطر والكويت دانت التصريحات وطالبت المجتمع الدولي بالتحرك العاجل لوقف أي خطوات عملية نحو هذا المشروع.
• الإمارات حذرت من تداعيات استمرار الخطاب المتطرف على استقرار المنطقة.
حماس تدعو إلى التصعيد السياسي
من جهتها اعتبرت حركة حماس أن هذه التصريحات دليل إضافي على النهج الاحتلالي التوسعي لإسرائيل ودعت الدول العربية إلى قطع العلاقات مع تل أبيب وإيقاف مسار التطبيع وتبني موقف موحد في مواجهة هذه السياسات.
انعكاسات خطيرة على السلام
يرى مراقبون أن خروج نتنياهو بهذا الخطاب العلني حول “إسرائيل الكبرى” يمثل انتكاسة خطيرة لأي مساعٍ لاستئناف مفاوضات السلام ويعكس توجهًا سياسيًا يميل نحو تكريس الاحتلال بدلاً من إنهائه. كما اعتبر محللون أن هذه التصريحات قد تزيد من التوتر الإقليمي وتفتح الباب أمام مواجهات سياسية وربما عسكرية في المستقبل.
تصريحات نتنياهو حول “إسرائيل الكبرى” لم تكن مجرد كلمات عابرة بل أعادت إلى الواجهة مشروعًا أيديولوجيًا توسعيًا لطالما أثار المخاوف في المنطقة. ومع الإجماع العربي على رفضه تبقى الأنظار موجهة نحو المجتمع الدولي لمعرفة ما إذا كان سيقف أمام هذه الطموحات أم يكتفي ببيانات الشجب والاستنكار.