في ليلة كروية امتزجت فيها مشاعر الفرح بالحزن، وسطرت فيها معاني الوفاء أروع صورها، عاش ملعب “أنفيلد” لحظة تاريخية لن تُمحى من الذاكرة، كان بطلها النجم المصري محمد صلاح، الذي أهدى هدفه ودموعه لروح زميله الراحل دييجو جوتا.
ففي الدقيقة الخامسة من الوقت المحتسب بدلاً من الضائع من مباراة ليفربول وبورنموث، سجل صلاح الهدف الرابع لفريقه، لكنه لم يحتفل كعادته.
بدلاً من ذلك، وقف النجم المصري أمام جماهير ليفربول، وقلّد طريقة احتفال زميله الراحل دييجو جوتا، الذي توفي في حادث سير مأساوي في يوليو الماضي، قبل أن يصفق للجماهير وهو يذرف دموعًا صادقة تأثرًا بالمشهد.
وزاد من تأثر صلاح، تفاعل جماهير “أنفيلد” التي ردت التحية بهتافات مدوية باسم “جوتا”، في مشهد إنساني نادر يعكس عمق العلاقة بين اللاعبين والجماهير.
ولم تكن الليلة للوفاء فقط، بل كانت أيضًا ليلة تحطيم الأرقام القياسية لصلاح، الذي عزز مكانته كأسطورة في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، حيث وصل إلى:
10 أهداف في الجولات الافتتاحية (رقم قياسي).
106 أهداف على ملعب أنفيلد (ثاني أكثر لاعب في التاريخ).
145 هدفًا في مجمل مسيرته بالبريميرليج.
لكن يبقى المشهد الأبرز هو دموع صلاح، التي أثبتت أن كرة القدم تحمل رسائل أعمق من مجرد تسجيل الأهداف، وأن الوفاء والإنسانية هما الإرث الحقيقي الذي يدوم.
