كشف وكر عصابة “الثقب الأسود”.. القبض على شبكة استغلال أطفال في قبضة الأمن

في تطور جديد يكشف الوجه المظلم لجرائم استغلال الأطفال، أعلن رامي الجبالي، مؤسس صفحة “أطفال مفقود”، عن تفاصيل مثيرة تتعلق بكشف وكر لعصابة منظمة تستغل الأطفال في أعمال التسول، وأطلق على المكان الذي تتحرك فيه العصابة اسم “الثقب الأسود”، لما يحتويه من أسرار وتحركات مشبوهة ظلت خفية لفترة طويلة.
وأوضح الجبالي أن فريقه المكوّن من متطوعين تابع هذا الموقع المشبوه لمدة ثلاثة أشهر متواصلة، حيث رصدوا تحركات مثيرة للقلق، شملت دخول وخروج العشرات من الأطفال والنساء والشباب على مدار الساعة كما تم توثيق توقف سيارات ودراجات نارية لتسليم أغراض غامضة لسكان هذا المكان.

وبحسب الجبالي، فإن الموقع عبارة عن مساحة واسعة تحت الأرض، لها مدخل رئيسي وعدة مخارج جانبية تُستخدم للهروب السريع حال وقوع أي طارئ، مما سهّل استمرار العصابة في نشاطها لفترة طويلة، بعيدًا عن أعين الأجهزة الأمنية هذا التمويه المحكم جعل من الموقع بؤرة يصعب اختراقها، قبل أن تسقط الشبكة في قبضة الأمن بعد تتبع دقيق وتعاون مجتمعي.
وفي ضربة أمنية محكمة، أعلنت وزارة الداخلية عن ضبط 24 شخصًا – أغلبهم من أصحاب السوابق – لاتهامهم باستغلال 23 طفلًا في أعمال التسول واستجداء المارة، في عدد من المناطق الحيوية مثل بولاق الدكرور، ومدينة نصر، ومصر الجديدة، والنزهة بمحافظتي القاهرة والجيزة.
ووفقًا لتحركات الإدارة العامة لمباحث رعاية الأحداث، التابعة لقطاع الشرطة المتخصصة، فقد تم القبض على 23 رجلًا وسيدة أثناء استخدامهم للأطفال في التسول وبيع السلع بطريقة إلحاحية، فيما تبين أن 14 متهمًا منهم يمتلكون سجلات جنائية سابقة.
وخلال المداهمة، عُثر على الأطفال الضحايا برفقة المتهمين، وهم يمارسون نشاط التسول في الشوارع، في ظروف معيشية تفتقر لأبسط معايير الأمان والرعاية.
وبمواجهة الجناة، أقروا بتفاصيل نشاطهم الإجرامي، مشيرين إلى أنهم كانوا يُوزعون الأطفال على مناطق محددة بطريقة منظمة، بهدف تحقيق أرباح مالية يومية، في واحدة من أكثر عمليات استغلال الأطفال بشاعة في الفترة الأخيرة.
وتتابع النيابة العامة التحقيقات، وسط مطالبات شعبية بتشديد العقوبات على شبكات الاتجار بالبشر واستغلال الأطفال، فيما يُعد هذا النجاح الأمني نموذجًا للتعاون بين المجتمع المدني والجهات الرسمية لكشف جرائم الظل.