أخبار العالمالواجهة الرئيسية

تحذير صارخ من ترامب لـ رؤساء روسيا والصين وكوريا الشمالية.. ما الحكاية؟

أثار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عاصفة جيوسياسية جديدة عبر منشور على منصة “تروث سوشال”، إذ وجه تحذيرًا لاذعًا إلى الرئيس الصيني شي جين بينج، والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وزعيم كوريا الشمالية كيم جونج أون، متهمًا إياهم بالتآمر ضد الولايات المتحدة. 

جاءت هذه التصريحات في سياق احتفال الصين بالذكرى الثمانين لاستسلام اليابان في الحرب العالمية الثانية، حيث ظهر الزعماء الثلاثة معًا في بكين، في مشهد رمزي عزز المخاوف من تنامي التحالفات بين هذه القوى التي تعتبرها واشنطن “استبدادية”، وفقًا لصحيفة نيويورك بوست.

وكتب ترامب في ختام منشوره: “أرجو إيصال تحياتي الحارة إلى فلاديمير بوتين وكيم جونج أون، بينما تتآمرون ضد الولايات المتحدة الأمريكية”، في لهجة ساخرة تحمل تهديدًا ضمنيًا يعكس توتر واشنطن إزاء هذا التقارب الثلاثي.

وأعرب ترامب عن استيائه العميق من إغفال الصين وعدم الامتنان للدور الأمريكي في دعمها خلال الحرب العالمية الثانية، مشيرًا إلى “الدعم الهائل والدماء” التي قدمتها الولايات المتحدة لتحرير الصين من الغزو الياباني. 

وقال: “السؤال الكبير هو ما إذا كان الرئيس شي سيذكر التضحيات الكبيرة التي قدمتها الولايات المتحدة لمساعدة الصين على استعادة حريتها من غزو أجنبي غير ودي”. 

وأضاف متمنيًا أن “يتم تكريم وتذكّر الأمريكيين الذين ماتوا من أجل انتصار الصين ومجدها بشجاعتهم وتضحياتهم”.

هذه التصريحات تعكس محاولة ترامب لإعادة صياغة السرد التاريخي في مواجهة ما يراه محاولة صينية لتجاهل الدور الأمريكي، مما يتماشى مع خطابه القومي الذي يركز على تعزيز صورة “أمريكا أولًا” في السياسة الخارجية.

وجاء هذا المنشور بعد ساعات من إعلان ترامب خيبة أمله من بوتين، عقب محادثات وجهًا لوجه في ألاسكا الشهر الماضي، والتي فشلت في إنهاء الحرب الروسية في أوكرانيا، التي بدأت في 2022، وأشارت الصحيفة إلى أن هذا التحول في لهجة ترامب، الذي سبق أن أثنى على هؤلاء القادة في مناسبات سابقة، يشير إلى تصعيد في خطابه السياسي، حيث يسعى لتصوير نفسه كمدافع قوي عن المصالح الأمريكية في مواجهة تحالفات دولية محتملة. 

ومع ذلك، يرى محللون أن هذا التحذير قد يكون جزءًا من استراتيجيته الإعلامية لاستقطاب قاعدته الشعبية داخل الولايات المتحدة، بينما يحافظ على خطوط تواصل دبلوماسية مع هذه القوى الكبرى، مما يعكس نهجه البراغماتي المثير للجدل.

أسباب استياء ترامب: توترات جيوسياسية ومصالح أمريكية

تكشف تصريحات ترامب عن أسباب عميقة لاستيائه من التقارب بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية، والتي يراها تهديدًا مباشرًا للمصالح الأمريكية. 

أولًا، يعكس استياؤه من إغفال الصين للدور الأمريكي في الحرب العالمية الثانية قلقًا من محاولات بكين لإعادة كتابة التاريخ بطريقة تخدم روايتها القومية، مما قد يضعف النفوذ الأمريكي في المنطقة الآسيوية.

 ثانيًا، ينبع استياؤه من بوتين من فشل المحادثات الأخيرة في حل الصراع الأوكراني، الذي يرى ترامب أنه يؤثر على الاستقرار العالمي ويعزز من قوة روسيا كمنافس جيوسياسي. 

أما بالنسبة لكيم جونج أون، فإن وجوده في الاحتفال الصيني يثير مخاوف ترامب من تعزيز التعاون العسكري بين كوريا الشمالية والصين، خاصة في ظل برنامج بيونج يانج النووي الذي يشكل تهديدًا مستمرًا للأمن الإقليمي. 

هذا التحالف الثلاثي، في نظر ترامب، يمثل تحديًا للهيمنة الأمريكية، مما يدفعه لتبني خطاب متشدد يهدف إلى ردع هذه القوى مع تعزيز صورته كزعيم لا يتهاون في حماية مصالح بلاده.

ويبرز منشور ترامب في سياق جيوسياسي متزايد التعقيد، حيث يعكس قلق الولايات المتحدة من تنامي العلاقات بين الصين وروسيا وكوريا الشمالية. هذا التقارب، الذي تجلى في الاحتفال المشترك في بكين، يثير تساؤلات حول تأثيراته على التوازنات العالمية، خاصة في ظل استمرار التوترات في مناطق مثل أوكرانيا وتايوان. 

تصريحات ترامب، بمزيجها من السخرية والتحذير، تعكس نهجه اللافت للانتباه في التعامل مع الأزمات الدولية، مما يجعلها مادة دسمة للنقاش السياسي داخل الولايات المتحدة وخارجها. 

في الوقت ذاته، تظل هذه التصريحات جزءًا من استراتيجيته الأوسع لتعبئة قاعدته السياسية، مع الحفاظ على مرونة دبلوماسية تتيح له التفاوض مع هذه القوى في المستقبل.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى