ازدواجية المعايير وضرب إسرائيل للدوحة.. والصمت يفضح العالم

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

في عالم يُفترض أنه محكوم بالقوانين الدولية والشرعية الأممية تكشف الأحداث يوماً بعد يوم أن ما يُسمى “النظام الدولي” ما هو إلا مسرح كبير تحكمه القوى الكبرى وتديره المصالح وتُدفن فيه العدالة تحت ركام النفاق السياسي. وما جرى من عدوان إسرائيلي على الدوحة ليس إلا الدليل الأوضح على ازدواجية المعايير التي صارت السمة الأبرز للغرب بل وللنظام العالمي بأسره.
كيف تُقصف عاصمة عربية آمنة دون أن يتحرك مجلس الأمن أو تُصدر بيانات الإدانة المعتادة أو حتى يُسمع همسٌ من عواصم الغرب التي اعتادت ملء الدنيا صراخاً إذا اهتزت مصالحها؟
إسرائيل… فوق القانون
إسرائيل اليوم تعيش حالة استثنائية في التاريخ الحديث: كيان يحتل يقتل يهدم ويقصف ومع ذلك يُعامل وكأنه ضحية. الغرب الذي يفرض العقوبات على دول بأكملها لمجرد اتهام أو شبهة يتعامى تماماً عندما يتعلق الأمر بإسرائيل. الضربة على الدوحة ليست مجرد اعتداء على سيادة دولة عربية بل هي رسالة صريحة: “إسرائيل تستطيع أن تفعل ما تشاء ولن يحاسبها أحد”.
الصمت العربي… جرح أعمق
الأدهى من ذلك هو أن بعض العواصم العربية تكتفي بالتصريحات الباهتة أو الصمت المريب وكأن الأمر لا يعنيها. في حين أن ضرب الدوحة هو استهداف مباشر للأمن العربي كله ورسالة واضحة أن أي عاصمة عربية قد تكون التالية في قائمة العدوان. هنا يظهر التناقض الصارخ: عندما يخص الأمر الخلافات البينية يتحول الصوت العربي إلى عواصف أما عند مواجهة إسرائيل فالصوت يتبخر ويذوب.
ازدواجية المعايير الغربية
أليس من الغريب أن تُدان دول بسبب حادث أمني داخلي بينما تُعفى إسرائيل من جرائم موثقة بالصوت والصورة؟ أليس من المخزي أن تُنشر تقارير مطولة عن “حقوق الإنسان” في دول عربية بينما يُغض الطرف عن جثث الأطفال في غزة وعن القصف الإسرائيلي لعاصمة عربية مثل الدوحة؟ إنها ليست مجرد ازدواجية معايير بل شراكة في الجريمة بالصمت والتبرير.
الشعوب لن تنسى
قد تنجح إسرائيل في تمرير عدوانها بدعم غربي وصمت دولي لكنها لن تستطيع أن تمحو الذاكرة الشعبية. الشعوب العربية والإسلامية تحفظ هذه اللحظات جيداً وتدرك أن أمنها وسيادتها مهددة طالما بقيت إسرائيل فوق القانون محمية بالنفاق الدولي.
ضرب إسرائيل للدوحة ليس مجرد حدث عابر بل هو لحظة كاشفة. كاشفة لوجه إسرائيل الحقيقي كدولة عدوان لا تعرف قيوداً وكاشفة لوجه الغرب المنافق الذي يُغطي جرائمها وكاشفة أيضاً لضعف الموقف العربي الرسمي. هذه ليست مجرد ازدواجية معايير… بل انهيار كامل لفكرة العدالة الدولية.







