وقّع ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الباكستاني محمد شهباز شريف، اليوم الأربعاء في الرياض، اتفاقية دفاع استراتيجية بين البلدين، تعكس تعزيز الشراكة الدفاعية بينهما. وتنص الاتفاقية على أن أي هجوم خارجي مسلح ضد أحد البلدين يُعتبر اعتداءً على كليهما، مما يؤسس لمفهوم المصير الأمني المشترك.
تأتي الاتفاقية تتويجًا لمسار طويل من التعاون الأمني والعسكري بين السعودية وباكستان، حيث تهدف إلى تطوير التعاون الدفاعي وتعزيز الردع المشترك ضد أي تهديدات. كما ناقش الجانبان خلال الجلسة الرسمية سبل تعزيز العلاقات الثنائية، إلى جانب تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية، بما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة.
وأكد بيان مشترك أن الاتفاقية تستهدف تعزيز أمن البلدين وتحقيق الاستقرار في المنطقة والعالم، مشيرًا إلى أنها لا تستهدف أي طرف بعينه ولا تمثل بديلاً عن التعاون القائم مع دول أخرى، بل هي ممارسة طبيعية لحق سيادي مشروع.
من جانب آخر، يرى مراقبون أن الاتفاقية تعكس إدراكًا مشتركًا بين البلدين بأن التحديات الأمنية المعاصرة أصبحت عابرة للحدود الوطنية، وأن التعاون الدفاعي بين السعودية وباكستان يعد خطوة هامة لمواجهة تلك التحديات.
العلاقات بين البلدين تشهد زخمًا كبيرًا منذ عقود، وشهدت خطوات هامة في السنوات الأخيرة، أبرزها زيارة ولي العهد السعودي إلى إسلام آباد في 2019، والتي أسفرت عن تأسيس مجلس التنسيق الأعلى السعودي-الباكستاني وتوقيع اتفاقيات استثمارية ضخمة تجاوزت قيمتها 20 مليار دولار.
