من مقبرة ملكية إلى ورشة ذهب بالسيدة زينب.. قصة اختفاء أسورة أمنموبي الذهبية

أعلنت منذ أيام وزارة السياحة والآثار اختفاء أسورة ذهبية تعود للعصر المتأخر من داخل خزينة حديدية في معمل الترميم داخل المتحف المصري بالتحرير.
الأسورة تعود للملك أمنموبي، أحد أبرز ملوك الأسرة الحادية والعشرين في عصر الانتقال الثالث، وهي قطعة أثرية ذات قيمة تاريخية استثنائية.
الأسورة الذهبية التي اختفت مصنوعة من قطعة واحدة من المعدن ومزينة بخرز كروي من اللازورد، وهي جوهرة زرقاء داكنة نادرة وفاخرة كانت مفضلة لدى الطبقة الحاكمة في مصر القديمة. ورغم عمرها الذي يزيد عن 3 آلاف عام، فإنها تمثل دليلا بارزا على براعة الصاغة المصريين القدماء وثراء الحضارة الفرعونية.
كانت الأسورة ضمن مجموعة من القطع الأثرية التي كان من المقرر تجهيزها لنقلها إلى إيطاليا للمشاركة في معرض “كنوز الفراعنة” الذي سيقام في متحف بروما الشهر المقبل.
يذكر أن الملك أمنموبي حكم مصر من عام 993 إلى عام 984 قبل الميلاد، ويشتهر بأنه من بين 3 ملوك في التاريخ المصري القديم الذين وجدت مقابرهم سليمة تماما.
بعد وقوع الحادثة أبلغ وكلاء المتحف المختصون الجهات الأمنية والنيابة العامة، حيث كشفت التحقيقات أن المتهمة الرئيسية في السرقة هي أخصائية ترميم بالمتحف، استغلت ظروف عملها بالمكان وسرقت الأسورة بأسلوب المغافلة يوم 9 الجاري، ثم باعتها لصاحب محل فضيات بالسيدة زينب بمبلغ 180 ألف جنيه، الذي بدوره باعها لورشة ذهب بمبلغ 194 ألف جنيه، حيث تم صهرها وإعادة تشكيلها ضمن مصوغات أخرى.
وتم ضبط جميع المتورطين، مع استرداد المبالغ المالية الناتجة عن البيع، واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة بحقهم.
الحادثة أثارت قلقا واسعا بشأن تأمين المقتنيات الأثرية وحمايتها داخل المتاحف المصرية، وأكدت إلى تعزيز الرقابة والإجراءات الوقائية، خاصة على القطع النادرة التي تمثل تراثا حضاريا فريدا لمصر.
كما سلطت الأضواء على أهمية الحفاظ على التراث وحمايته من كل أشكال النقل غير القانوني أو السرقة التي تهدد هوية مصر الثقافية.