في ذكرى رحيله.. هشام سليم صاحب الأداء الهادئ والمواقف الصادقة

تحل اليوم ذكرى وفاة الفنان هشام سليم، أحد أعمدة الفن المصري، الذي غاب عن عالمنا بعد مسيرة فنية استمرت لعقود، قدّم خلالها أعمالًا خالدة أثرت وجدان الجمهور، وترك أثرًا إنسانيًا عميقًا لدى زملائه ومحبيه.
وُلد هشام سليم عام 1958 في أسرة تجمع بين الرياضة والفن؛ فوالده هو الكابتن صالح سليم، أسطورة النادي الأهلي. وعلى الرغم من إرث العائلة، لم يعتمد هشام على اسم والده في شق طريقه، بل أثبت موهبته مبكرًا، وظهر لأول مرة طفلًا في فيلم “إمبراطورية ميم” إلى جانب فاتن حمامة، ليخطف الأنظار ببراءته وحضوره.
على مدار مسيرته، أثبت هشام سليم مكانته كأحد أبرز نجوم الدراما التلفزيونية، وارتبط اسمه بأعمال لا تُنسى، أبرزها شخصية “علي البدري” في مسلسل “ليالي الحلمية”، إضافة إلى مشاركته في أرابيسك، هوانم جاردن سيتي، وحد السكين، مقدمًا أداءً فنيًا تنوع بين الأدوار الاجتماعية والتاريخية.
وفي السينما، اختار سليم طريقًا يوازن بين الجودة والاختلاف، ومن أبرز أفلامه “الأراجوز” مع عمر الشريف، و”تزوير في أوراق رسمية”، حيث حافظ على أداء متميز لا يطغى فيه الكم على الكيف.
بعيدًا عن الفن، عُرف هشام سليم بصراحته وهدوئه، وبُعده عن الظهور الإعلامي الاستعراضي. تمسّك بمبادئه، وكان واضحًا في مواقفه، ما أكسبه احترام الوسط الفني والجمهور على حد سواء.
وبرحيله، فقدت الساحة الفنية المصرية نجمًا استثنائيًا، لكن أعماله ستبقى خالدة تُعرض وتُشاهد عبر الأجيال، حاملة توقيع فنان عاش صادقًا مع نفسه ومع جمهوره، بين بداية بريئة في “إمبراطورية ميم”، ونضج كامل في “ليالي الحلمية”.