
أكدت الدكتورة دينا أبو الخير أن الطلاق ليس مجرد إجراء اجتماعي أو وسيلة للضغط، بل هو تشريع من الله سبحانه وتعالى، يتطلب التعامل معه بوعي واحترام كامل، بعيدًا عن الاستهتار أو الاستخدام المسيء.
وخلال تقديمها برنامج “وللنساء نصيب“ على قناة “صدى البلد“، أشارت أبو الخير إلى أن من صور إساءة استخدام الطلاق في المجتمع، اللجوء إليه لأتفه الأسباب، أو استخدامه كأداة تهديد دائم، بعبارات مثل: “لو خرجتِ سأطلقك” أو “أنتِ طالق إن فعلتِ كذا”، مشددة على أن مثل هذه التصرفات تتنافى مع تعاليم الشريعة.
وأضافت أن فهم أحكام الطلاق يجب أن يكون على قدر من الوعي، كما هو الحال مع آداب الزواج، مؤكدة أن القرآن الكريم وضع ضوابط واضحة لهذا الأمر، كما ورد في قوله تعالى: “الطلاق مرتان فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان“، وهو ما يوضح أن الطلاق ليس مطلقًا بلا قيود، بل تحكمه قواعد شرعية دقيقة.
كما بيّنت أن القرآن الكريم حين تناول موضوع الطلاق، ربطه بخلق التقوى، بما يعني ضرورة الإحسان في التعامل بين الزوجين حتى في حالة الانفصال، مستشهدة بقول الله تعالى: “ولا تنسوا الفضل بينكم“، وهو مبدأ عظيم يعكس روح الشريعة الإسلامية في الحفاظ على الكرامة الإنسانية.
وشددت أبو الخير على أن الطلاق لا يُعد حرامًا إذا استحالت العِشرة بين الزوجين، بل هو رحمة من الله لحماية الأسرة من الانهيار والمشكلات المزمنة، موضحة أن الاستمرار في علاقة تملؤها الخلافات قد يؤدي إلى آثار نفسية وجسدية خطيرة، تصل أحيانًا إلى العنف أو حتى الجرائم، وهو ما يتنافى مع مقاصد الشريعة الإسلامية التي تدعو إلى السكينة والمودة والرحمة.