أكد الدكتور ياسر عبد الله، الرئيس التنفيذي لجهاز تنظيم إدارة المخلفات، أن مصر نجحت خلال السنوات الأخيرة في تحقيق طفرة كبيرة بقطاع تدوير المخلفات، حيث ارتفع معدل التدوير إلى 37% مقارنة بـ12% فقط قبل عام 2020، ما يعكس جدية الدولة في تنظيم هذا الملف الحيوي.
وأوضح في لقاء مع برنامج بالمصري على قناة CNBC Arabia أن التوسع في إعادة التدوير ساهم في إنتاج وقود بديل للمصانع، وسماد عضوي يخدم خطط الاستصلاح الزراعي.
وأشار عبد الله إلى أن المنظومة الجديدة لإدارة المخلفات تقوم على دمج القطاع غير الرسمي في الإطار الرسمي، عبر حوافز وتشجيع حكومي، بما يحول هذا القطاع إلى بيئة منظمة وصحية.
كما تطرق إلى قطاع زيوت الطعام، موضحًا أن استهلاك مصر يبلغ نحو 2.6 مليون طن سنويًا، مع نسبة هالك تصل إلى 40%، لافتًا إلى أن الدولة بدأت في إعادة تدوير هذه الزيوت لإنتاج وقود حيوي، وأن شركات بترولية تعمل حاليًا على إنشاء مصنع لتحويل الزيوت إلى وقود طائرات.
وفي الجانب الاقتصادي، أكد أن إعادة التدوير ليست مربحة في جميع المجالات، ما يستلزم أحيانًا تدخل الدولة لتغطية التكاليف، إلا أن الحوافز التي يتيحها قانون تنظيم المخلفات رقم 202 لسنة 2020، مثل الإعفاءات الضريبية والجمركية ودعم المشروعات الصديقة للبيئة، أسهمت في تحفيز القطاع الخاص المحلي والأجنبي على الدخول بقوة في هذا المجال.
وحول الخطط المستقبلية، أوضح عبد الله أن الحكومة تستهدف رفع معدل التدوير إلى 60% بحلول 2026، وصولًا إلى 80% بحلول 2030، في إطار استراتيجيتها للتنمية المستدامة.
كما تطرق إلى الإصلاحات الاقتصادية الأوسع، مشيرًا إلى أن رفع الدعم عن معظم السلع كان من أصعب القرارات في السنوات الماضية، لكنه أكد أن مصر لن تحتاج إلى برنامج جديد مع صندوق النقد الدولي بعد انتهاء البرنامج الحالي في نوفمبر 2026، مشددًا على أهمية الاعتماد على الموارد المحلية لتحقيق تنمية مستدامة دون تبعية خارجية، مع السعي للحفاظ على التوازن في ملف أسعار الطاقة.
