مقالات

العشم خيط رفيع يربط القلوب داخل الأسرة المصرية

داليا سلام

في كل بيت مصري هناك كلمة صغيرة تحمل في طياتها معاني كبيرة العشم.
العشم ليس مجرد شعور عابر بل هو ثقة متبادلة ورصيد من المحبة والأمان يجعلنا ننتظر من أهلنا وأحبابنا الدعم والمساندة دون أن نطلب.

العشم هو أن يطرق الابن باب أبيه مطمئنًا أن قلبه مفتوح قبل يده وأن تلجأ البنت لأمها لتجد الحضن والحنان بلا شروط. هو أن يعتمد الزوج على زوجته في شدته وتطمئن الزوجة أن زوجها سندها الحقيقي العشم ينسج روابط الأسرة بخيوط من المودة والرحمة ويجعل البيت مكانًا يحتضن الجميع مهما تعبت قلوبهم في الخارج.

لكن الحقيقة أن العشم قد يتحول أحيانًا إلى عبء إذا قابلناه بالخذلان أو الإهمال كم من قلوب انكسرت حين لم تجد عند أقرب الناس ما توقعت؟ وكم من نفوس تعبت لأن عشمها كان أكبر من قدرة الآخرين على الوفاء؟

هنا تظهر الحكمة أن نُحسن إدارة العشم داخل الأسرة فالعشم جميل ما دام مرتبطًا بالمحبة الصادقة لكنه يحتاج أيضًا إلى وضوح وتوازن لا نحمل من نحب فوق طاقتهم ولا نخذلهم في أبسط حقوقهم.

إن الأسرة المصرية ستظل قوية ما دام العشم قائمًا على الاحترام والتقدير لا على الاستغلال أو الجفاء فالعشم الصحيح هو الذي يُشعرنا أننا لسنا وحدنا في هذه الحياة وأن خلف كل تعب يدًا حانيةوخلف كل أزمة صدرًا رحبًا يحتوينا.

العشم إذن هو سرّ دفء البيوت المصرية فإذا حافظنا عليه بحب ووعي صارت بيوتنا ملاذًا آمنًا تُنيرها المودة والرحمة وتبقى قادرة على مواجهة قسوة الدنيا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى