منوعات

طوابير للتبرع بالدم في المحلة لإنقاذ ضحايا حريق البشبيشي

لم يكن مشهد سيارات الإسعاف والدخان الكثيف المتصاعد من سماء مدينة المحلة الكبرى وحده هو ما لفت الأنظار اليوم الجمعة، بل رسمت صور أخرى مشهدًا أكثر إنسانية في محيط مستشفى المحلة العام، حيث تجسدت “جدعنة” المصريين في أبهى صورها.

وتوافد العشرات من الأهالي، من شباب ورجال ونساء وكبار السن، إلى المستشفى للتبرع بالدم دعمًا لمصابي الحريق المأساوي الذي اندلع في مصنع الملابس بمنطقة اليماني.

ومع الإعلان عن تزايد أعداد المصابين وحاجة المستشفى إلى كميات إضافية من الدم، تحولت ساحات الطوارئ أمام بنك الدم إلى ما يشبه ملحمة إنسانية، حيث اصطف المواطنون في طوابير طويلة يحمل كل منهم بطاقة هويته مرددين: “اللي محتاجينه مننا إحنا موجودين”، في مشهد يعكس أسمى معاني التضامن الشعبي.

الأطباء والمسؤولون داخل بنك الدم أشادوا بهذه الاستجابة السريعة من المواطنين، مؤكدين أن التدفق الكبير للمتبرعين ساعد المستشفى على توفير كميات كبيرة من الدم بمختلف الفصائل في وقت قياسي، الأمر الذي مكّن الفرق الطبية من إجراء العمليات الجراحية العاجلة للمصابين، خاصة الحالات الحرجة التي نقلت إلى العناية المركزة.

ولم تقتصر المشاركة على أبناء المدينة فقط، بل أظهرت الشهادات أن بعض المتبرعين قطعوا مسافات طويلة من القرى المجاورة بمجرد سماعهم بالحادث عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليلبوا النداء الإنساني هاتفين: “الدم ده لأهلنا.. ده واجبنا”.

بهذا المشهد، أثبت المصريون من جديد أن المواقف الصعبة تُخرج أجمل ما فيهم، وأن التكافل الإنساني يظل درعًا واقيًا يخفف من وطأة الكوارث والأزمات، ويعيد الأمل في قدرة المجتمع على مواجهة المحن متماسكًا وموحدًا.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى