حذّر الدكتور هشام العسكري، أستاذ الاستشعار عن بُعد بالولايات المتحدة الأمريكية، من خطورة النهج الأحادي الذي تتبعه إثيوبيا في إدارة سد النهضة، مؤكداً أن ما شهدته السودان مؤخرًا من فيضانات ناجمة عن تصرفات غير مدروسة يمثل مجرد إنذار أولي لما قد تواجهه دول المصب مستقبلاً.
وأوضح العسكري، في تصريحات لبرنامج حضرة المواطن مع الإعلامي سيد علي، أن الفيضانات الأخيرة بالسودان تعد دليلاً عمليًا على غياب التنسيق بين دول المنبع والمصب، وما يترتب على ذلك من تخبط في إدارة المياه وتفاقم الأضرار البيئية والاقتصادية.
وأشار إلى أن التخزين الضخم لمياه السد، الذي يقدر بنحو 75 مليار متر مكعب، يتم دون تشغيل فعّال للتوربينات أو إنتاج للكهرباء، وهو ما يثير القلق البالغ. وأكد أن فتح بوابات السد بشكل مفاجئ قد يتسبب في كوارث بيئية وإنسانية، ويعرض استقرار دول المصب لمخاطر جسيمة.
وفيما يخص تأثيرات ذلك على مصر، أوضح العسكري أن وصول المياه في توقيتات غير متوقعة قد يضع القاهرة في موقف بالغ الصعوبة، إذ تواجه البلاد تحديات في التعامل مع الأحمال المائية المفاجئة، في ظل اعتمادها شبه الكامل على نهر النيل كمصدر رئيسي للمياه.
وكشف العسكري عن إعداد ورقة علمية متخصصة ستصدر قريباً، تتضمن تحليلات دقيقة للمخاطر المحتملة الناتجة عن سوء إدارة السد، محذراً في الوقت ذاته من أن التغييرات المتكررة في الملء والتفريغ تمثل ضغطًا إضافيًا على جسم السد، ما قد يهدد سلامته على المدى الطويل.
