مظاهرات المسجد الأموي ذاكرة ناقصة ونكران جميل

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

شهدت دمشق في الأسابيع الأخيرة مظاهرات حاشدة في ساحة المسجد الأموي رفع خلالها بعض السوريين شعارات سياسية متفرقة عبّروا فيها عن رفضهم لأوضاع داخلية وإقليمية. لكن اللافت للنظر أنّ هذه الأصوات لم تكن بنفس القوة والحدة حين تعلّق الأمر بالقضية الجوهرية: احتلال إسرائيل للجولان والأراضي السورية.
هل هذا هو رد الجميل ياشعب سوريا عندما استقبلت مصر السوررين اللاجئين وفتح لهم ابوابها عن مصراعيها ولم يحدث معهم مثلا ان اقدمت مصر على نصب خيام لهم وان يناموا في العراء مثلا حدث معهم في اكثر من بلد واصبح في الخيام يناموا في قسوة البرودة وحرارة الجو الم تتذكرون هذا كله هناك دول لم تستقبلكم وسكرت الباب في وجهكم ومصر دائما هي الحضن الكبير التى تستقبل الاشقاء وقت الشدة هكذا يكون رد الجميل تسبون مصر ورئيسها اين انتم من قوات الاحتلال الاسرائيلى وقصف وزارة الدفاع في قلب دمشق في أراضيكم عجبت لك يازمن ومازال السوريين يعملون معاملة حسنة في مصر وهناك أعداد كبيرة لم تترك مصر حتى الحين اين هو وعيكم ايها المغيبون انها مصر يا ناكر الجميل واخص من طلعوا في المظاهرات لان التعميم خطا كبير ولكن لابد من الجهات الامنية والحكومة لديهم ان تتدخل وتحاسب من خروجوا وسبوا مصر ورئيسها القائد الذي اول من نادى وطالب ببالمحفظة على سوريا وشعب سوريا .
هذا التناقض يفتح باب التساؤل:كيف لشعب قدّم آلاف الشهداء في مواجهة الاحتلال أن يغيب عن الساحة عندما تُذكر إسرائيل بينما يرفع صوته حين تتعلّق القضايا بأوضاع داخلية أو بمواقف دول أخرى؟
الأكثر مرارة أنّ جزءًا كبيرًا من هؤلاء الذين يتظاهرون اليوم في دمشق أو غيرها كان قد حظي بملاذ آمن في مصر لسنوات. احتضنتهم القاهرة وقدّمت لهم ما لم تقدّمه أي دولة عربية أخرى: إقامة تعليم علاج وأرض مفتوحة رغم ظروف مصر الاقتصادية الصعبة. ومع ذلك نرى نكرانًا للجميل في بعض الهتافات والتصرفات التي تصدر عن سوريين مقيمين داخل مصر وكأنّ اليد التي امتدت إليهم لم تكن شيئًا يُذكر.
البعد المؤشر والدلالة
هذه المظاهرات ليست مجرد حدث عابر بل مؤشر خطير على:
1. غياب البوصلة الوطنية حيث يتم توجيه الغضب إلى قضايا فرعية بينما الاحتلال الإسرائيلي يرسّخ أقدامه بلا مقاومة جماهيرية تُذكر.
2. تسييس الغضب الشعبي إذ يتم توجيه الجماهير وفق أجندات آنية بدل أن تكون الأولوية لاسترداد الحقوق الوطنية.
3. فقدان الذاكرة القومية حين ينسى بعض السوريين أن مصر برغم جراحها الداخلية وقفت معهم سياسيًا وإنسانيًا بينما لم يرفعوا هم أصواتهم بالمثل ضد الاحتلال.
ما حدث في المسجد الأموي يجب أن يُقرأ كجرس إنذار ليس فقط لسوريا بل لكل الشعوب العربية. عندما يُرفع الصوت ضد الحليف وتُنسى المعركة الحقيقية مع العدو يصبح الطريق مفتوحًا لمزيد من الضياع والتشرذم.
القضية ليست في حق التظاهر فهو حق مشروع لكن السؤال: لماذا لا يكون التظاهر في وجه الاحتلال الذي ينهب الأرض ويقتل الهوية ؟ ولماذا نكافئ من وقف معنا بالنكران بدل الامتنان؟