ما هي أراضي طرح النهر بعد تحذيرات الحكومة من ارتفاع منسوب النيل؟

أطلقت الحكومة تحذيرات عاجلة للمواطنين المقيمين بالمحافظات المطلة على ضفاف نهر النيل، وذلك بعد رصد ارتفاع ملحوظ في منسوب المياه خلال الأيام الماضية. وتوقعت الجهات المختصة أن تشهد أراضي “طرح النهر” الممتدة على فرعي دمياط ورشيد فيضانات خلال الأسابيع المقبلة، نتيجة للسيول القادمة من السودان والتصريف المتزايد من سد النهضة الإثيوبي.
ما هي أراضي طرح النهر؟
تُعرف أراضي طرح النهر بأنها مساحات منخفضة تحيط بمجرى نهر النيل، استغلها بعض المواطنين في الزراعة أو البناء بشكل غير قانوني خلال السنوات الماضية. وتكمن خطورتها في أن مستواها منخفض بنحو 4 أمتار عن سطح الأرض الطبيعي، بينما لا يفصلها عن منسوب النهر سوى أقل من نصف متر، ما يجعلها عرضة شديدة للغمر في حال أي ارتفاع مفاجئ في المياه.
وفي هذا السياق، قال الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية، إن تحذيرات الحكومة تأتي في إطار خطة استباقية لتوعية المزارعين وسكان المناطق المهددة، مشيرًا إلى أن هذه الأراضي لا يحق لأصحابها المطالبة بأي تعويض حال تعرضها للغرق. وأوضح أن السد العالي جاهز حاليًا لاستقبال إيرادات الفيضان السنوي التي تأخرت هذا العام بفعل تخزين المياه في سد النهضة، مشيرًا إلى أن كميات التصريف خلال سبتمبر الماضي تجاوزت 600 مليون متر مكعب يوميًا.
إجراءات حكومية وتحذيرات محلية
وأشار شراقي إلى أنه في حال تجاوز منسوب بحيرة ناصر 182 مترًا، قد تضطر وزارة الري إلى فتح مفيض توشكى لتصريف المياه الزائدة، مع إمكانية ضخ كميات إضافية نحو البحر المتوسط عبر قناطر إدفينا، وهو ما قد يؤدي إلى غمر أراضي طرح النهر في محافظات مثل البحيرة والمنوفية. وأكدت عدد من الوحدات المحلية أن الوضع بات حرجًا في هذه الأراضي، مطالبة المواطنين بالابتعاد عنها حفاظًا على سلامتهم.
وتتماشى هذه التحذيرات مع تصريحات رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، الذي أكد أن الحكومة تتابع الموقف بشكل يومي، وتتخذ ما يلزم من إجراءات لحماية الأرواح والممتلكات من أي مخاطر محتملة نتيجة تدفق المياه من سد النهضة وارتفاع منسوب النيل.