النرويج تكتسح إسرائيل بخماسية في مباراة عنوانها دعم فلسطين

في مباراة حملت عنوانًا إنسانيًا قبل أن تكون رياضية، اكتسح منتخب النرويج نظيره الإسرائيلي بنتيجة 5-0 ضمن تصفيات أوروبا لكأس العالم 2026، في لقاء شهد مشهدًا رمزيًا قويًا بعدما تزيّنت مدرجات استاد “أوليفول” في أوسلو بأعلام فلسطين، وسط هتافات جماهيرية تطالب بوقف العدوان على غزة وتندد بتسييس الرياضة.
المباراة التي أقيمت مساء 11 أكتوبر، تحولت إلى منصة تضامن إنساني، حيث أعلن الاتحاد النرويجي لكرة القدم تخصيص كامل عائداتها لدعم منظمات إغاثية في غزة، مؤكدًا في بيان رسمي أن الرياضة لا يمكن أن تكون محايدة أمام المآسي الإنسانية، في موقف لاقى ترحيبًا واسعًا من الجماهير واللجنة الفلسطينية في النرويج التي نظمت مسيرة احتجاجية بالتوازي مع اللقاء.
على أرض الملعب، تألق إيرلينج هالاند بشكل لافت، وسجل ثلاثية رائعة بدأت بتسديدة متقنة في الدقيقة 12، ثم ركلة جزاء ناجحة في الدقيقة 27، قبل أن يختتم الهاتريك برأسية قوية في الدقيقة 58 بعد عرضية متقنة، ليؤكد مجددًا قيادته الهجومية الفريدة ويعزز رقمه القياسي مع منتخب بلاده.
ولم يتوقف التألق عند هالاند، إذ أضاف مارتن أوديغارد الهدف الرابع بتسديدة بعيدة المدى في الدقيقة 72، قبل أن يختتم ألكسندر سورلوت الخماسية بانفراد تام في الدقيقة 85، ليترجم المنتخب النرويجي تفوقه الفني إلى نتيجة تاريخية، وسط أداء جماعي مميز اعتمد على الضغط العالي والتحولات السريعة، مدعومًا بثنائية الأجنحة ووصلة وسط قوية.
المدرجات كانت جزءًا من الحدث، حيث عُلّقت أعلام فلسطين فوق كل الكراسي، ورافقتها هتافات تطالب بالعدالة وتدعو لدعم أهل غزة، في مشهد نادر يجمع بين الرياضة والموقف الإنساني، ويحوّل اللقاء إلى رسالة تضامن تتجاوز حدود المنافسة الكروية.
الفوز النرويجي لم يكن مجرد انتصار رياضي، بل لحظة رمزية عبّرت عن موقف شعبي ورسمي داعم للقضية الفلسطينية، في واحدة من أكثر مباريات التصفيات الأوروبية إثارة للجدل والتأثير خارج حدود الملعب.