دبلوماسي سابق يوضح موقف مصر من سلاح حمـ.ـاس..”تجميد وليس تسليم”

قال السفير محمد مرسي، سفير مصر الأسبق بقطر، إن العاصمة المصرية القاهرة ستشهد بعد غدٍ حدثًا تاريخيًا كبيرًا، حيث سيتم الإعلان عن اتفاق سلام في غزة بحضور كبار قادة العالم، يتصدرهم الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، مشيرًا إلى أن الاتفاق بدأ بالفعل سريانه الميداني، وقد يشكل نقطة تحول فارقة في مسار القضية الفلسطينية.
وأوضح مرسي في منشور عبر صفحته على فيسبوك، أن هذا الاتفاق “لن يكون نهاية المطاف، بل مقدمة لمراحل أخرى أكثر تشابكًا وصعوبة”، مضيفًا أن المفاوضات شهدت جدلًا دبلوماسيًا واسعًا حول عبارتي “نزع السلاح” و”تجميد السلاح”، في إشارة إلى الخلاف حول مفهوم ومعنى المقاومة.
وأكد أن “نزع السلاح يعني موت المقاومة، وهو أمر لا يمكن لأي فلسطيني طبيعي أن يقبله”، مشيرًا إلى أن المقترح المصري كان هو البديل الواقعي عبر صيغة تجميد السلاح، التي لا تُسقط حق المقاومة الشرعي، بل تحفظه ضمن إطار تفاوضي سلمي.
وأوضح السفير أن هناك فرقًا جوهريًا بين نزع السلاح وتجميده، موضحًا أن “النزع يعني إنهاء المقاومة المشروعة، بينما التجميد يعني استمرارها في حالة كمون مؤقت، لصالح المسار التفاوضي، الذي إذا لم يثمر عن نتيجة مرضية، يُرفع التجميد وتُستأنف المقاومة”.
وأضاف مرسي أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه لم ينتهِ باجتثاث جذور حركة حماس من غزة كما كان يتمنى البعض، لأن “إنهاء المقاومة كان سيؤدي إلى اختلال في معادلة التوازن الهشة، وهو ما لا يخدم أطراف الصراع، بل يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي المصري”.
وختم السفير محمد مرسي بالقول: “بعد عامين من الصمود الفلسطيني، يمكن القول إن المقاومة انتصرت في أولى جولات ما بعد الطوفان، غير أن هذا الانتصار أو الوصول إلى معادلة لا غالب ولا مغلوب، يظل رهنًا بعوامل متعددة ومعقدة، نأمل أن نراها تتحقق على أرض الواقع في الجولة الثانية من المفاوضات، وهي بلا شك الأصعب.”