الواجهة الرئيسيةمقالات

ترامب يصف السيسي بـ “الزعيم القوي” في شرم الشيخ

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

في القمة التي انعقدت اليوم في شرم الشيخ برئاسة مشتركة بين الرئيس عبد الفتاح السيسي والرئيس الأمريكي دونالد ترامب لم يفته ترامب أن يثني على نظيره المصري وصفّه بـ القائد القوي والرئيس والجنرال قائلاً أمام الصحفيين:

أنا هنا مع صديقي إنه قائد قوي الرئيس أدعوه الجنرال وهو جيد في كلاهما.

كما قال إن السيسي «رجل قوي جدًا» وأضاف أن دور مصر كان مهمًا للغاية في عملية السلام.
وفي كلمة أقوى وصف ترامب مصر بأنها دولة تمتد حضارتها إلى نحو ستة آلاف عام مؤكّدًا أن الرئيس السيسي يقود هذه الدولة العريقة برؤية صلبة وإيمان بالدور التاريخي لمصر في المنطقة.

هذه العبارات لم تكن مجاملات عابرة بل تأتي في سياق قمة مهمة تهدف لإنهاء النزاع في غزة وترسيخ السلام في الشرق الأوسط. تصريحات ترامب تشير إلى أن السيسي يُنظر إليه في هذا المشهد الدولي كعامل تثبيت واستقرار.

دور السيسي المحوري في إنهاء الحرب ورفض التهجير

منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس لعبت مصر بدورها التقليدي الوسيط بين الأطراف وبرز دور كبير للرئيس السيسي على مدى المفاوضات والدبلوماسية التي سبقت قمة اليوم. مصر كانت طرفًا محوريًا في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار وتسليم الأسرى ووسّعت جهودها للحفاظ على بقاء السكان الفلسطينيين في أرضهم وعدم قبول تهجيرهم قسرًا.

خلال المباحثات، أكد السيسي كما ورد في التصريحات المتبادلة على أن مصر تدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير المصير كما أنها ملتزمة بحماية المدنيين الفلسطينيين ومنع أي محاولات للتهجير القسري.

كما دعا السيسي (في الكلمة التي ألقاها بالقمة) إلى أن تكون المرحلة القادمة مرحلة إعادة إعمار غزة بمشاركة دولية، مع الالتزام بعدم السماح بعسكرة جديدة أو بعودة النزاعات من جديد ..

السيسي في مواجهة الصراعات الإقليمية: قيادة ثابتة وسط الفوضى

ما يميز المرحلة الحالية هو أن السيسي لم يخض حروبًا خارج حدود بلاده رغم أن محيطه الجيوسياسي يشهد نزاعات حادة في السودان ليبيا اليمن وفلسطين إسرائيل. في كثير من الدول المجاورة انخرطت سلطة الحكم في أزمات عسكرية أو تدخلات خارجية مرّت بارتدادات كبيرة على الاستقرار الداخلي لكن مصر بقيادة السيسي اختارت أولًا البعد الدبلوماسي والثاني التضامن الإقليمي مع تأكيد دائم على أن الأمن القومي المصري هو خط أحمر.

هذه النهج من الناحية الإعلامية والدبلوماسية جعل مصر تظهر كقوة معتدلة تستطيع الموازنة بين الحضور العسكري والدبلوماسي وبين الدعم الفلسطيني والحفاظ على علاقاتها الدولية والإقليمية.

وفي سياق قمة شرم الشيخ جاء التحدي الأكبر أن إسرائيل ممثلة برئيسها بنيامين نتنياهو لم تحضر القمة ما يجعل حضور السيسي كشريك رئيسي مع ترامب يكتسب دلالة مضاعفة حول دوره كمنسّق وراعي لعملية السلام التي لم يرسل إليها أي شخصٍ أن يُهين دوره أو يقف ضده علنًا.

الأهمية الرمزية والدبلوماسية لوصف ترامب

وصف ترامب للسيسي بأنه “زعيم قوي” و”جنرال وقائد” يحمل معه أبعادًا سياسية ودبلوماسية:
1. رسالة إشادة دولية في المشهد الذي يشهد إعادة رسم موازين القوى في الشرق الأوسط هذه العبارات تُعد رسالة دعم وتقوية لمكانة مصر أمام دول العالم.
2. إضفاء مصداقية للوساطة المصرية: عندما يعلن رئيس قوة كبرى مثل الولايات المتحدة هذا الوصف فإنه يعزز دور مصر كوسيط له قدرة حقيقية على التأثير والضغط في الملف الفلسطيني.
3. رد على السرد الإسرائيلي: كون نتنياهو رفض حضور القمة فإن حضور مصر كرافد أساسي في الاتفاق يعطيها موقعًا لا يُستهان به في صياغة المستقبل السياسي لقطاع غزة.
4. تعزيز الداخل الوطني والإقليمي: مثل هذا الوصف يُستخدم أيضًا داخليًا لرفع الروح الوطنية وللتأكيد على أن القيادة تمثل قوة وصلابة في لحظات التحدي الكبرى.

قمة شرم الشيخ للسلام اليوم شكلت محطة بارزة على خارطة النزاع الفلسطيني الإسرائيلي. في هذه اللحظة وقف الرئيس السيسي إلى جانب العمل الدبلوماسي وحمَل لواء الحياد البناء مع صوت يرفض التهجير ويؤمن باستقلال القرار الفلسطيني ويُجسّد دور مصر التاريخي في حماية القضية العربية.

وما قاله ترامب عن السيسي قائد قوي جنرال صديق مقرب ليس مجرد وصف عابر بل تأكيد على أن القاهرة هي لاعب مؤثر في المرحلة المقبلة وأن السيسي يقف على رأس دولة قوية لا تُقاد بالضغط بل تُقود بمبادرة ورؤية ثابتة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى