اليونان: توصلنا إلى اتفاق مع مصر بشأن مستقبل دير سانت كاترين

أعلنت الحكومة اليونانية، اليوم الخميس، التوصل إلى اتفاق مع مصر بشأن الحفاظ على دير سانت كاترين الواقع عند سفح جبل سيناء، أحد أقدم وأقدس مواقع العبادة المسيحية في العالم.
جاء الإعلان بعد فترة من النقاشات بين البلدين، عقب قلق أثينا من خطط لتطوير مشروع سياحي في محيط الدير، الذي يُعد موقعًا ذا رمزية دينية وتاريخية كبيرة، ويُعتقد أنه المكان الذي تلقى فيه النبي موسى الوصايا العشر بحسب المعتقدات المسيحية واليهودية.
وقال رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أمام البرلمان إن الاتفاق “يضمن الحفاظ على طابع دير سانت كاترين إلى الأبد”، مشيرًا إلى أنه “يحظر أي تغييرات تمس هوية الموقع أو استخداماته الدينية”، ومؤكدًا التزام البلدين بحماية التراث الثقافي والديني المشترك.
ونقلت وسائل إعلام يونانية عن مسؤول بوزارة الخارجية أن الاتفاق جاء ثمرة حوار متبادل بين القاهرة وأثينا، مشيرًا إلى أن الجانبين توصلا إلى صيغة توازن بين الحفاظ على قدسية الموقع وتشجيع التنمية المستدامة في المنطقة المحيطة به.
وأكدت مصادر دبلوماسية مصرية أن القاهرة تولي اهتمامًا خاصًا بصون المواقع الدينية والتراثية، وفي مقدمتها دير سانت كاترين، الذي يمثل رمزًا للتنوع الديني والتعايش التاريخي في سيناء.
يُذكر أن دير سانت كاترين، الذي يعود تاريخه إلى القرن السادس الميلادي، يُعد من أقدم الأديرة العاملة في العالم، وتضم مكتبته واحدة من أهم مجموعات المخطوطات الدينية النادرة، من بينها أقدم النصوص المسيحية المعروفة.
ويجذب الدير آلاف الزوار والحجاج سنويًا من مختلف أنحاء العالم، باعتباره شاهدًا على التلاقي بين الأديان والحضارات، وواحدًا من أبرز مواقع التراث الإنساني التي ترمز إلى التسامح والتنوع الثقافي في الشرق الأوسط.