الواجهة الرئيسيةفن وثقافة

هالة سرحان تروي كواليس لقائها مع المشير الجمسي:هكذا ينتزع الصحفي الحقيقة دون أن يفقد احترام ضيفه

بمناسبة احتفالات اكتوبر. .هالة سرحان تروي كواليس لقائها مع المشير الجمسي .هكذا ينتزع الصحفي الحقيقة دون أن يفقد احترام ضيفه

“غزو البلهاء”.. سرحان تنتقد سطوة السوشيال ميديا وتدعو لهيئة عربية تحمي المهنة

أكدت الإعلامية الدكتورة هالة سرحان أن الثقافة والمصداقية هما السلاح الحقيقي للصحفي، مشددة على أن الإعلام مهنة لا تعرف “الواسطة”، وأن الجمهور وحده هو الحكم النهائي على نجاح الإعلامي أو فشله.

جاء ذلك خلال لقاء أجرته معها المذيعة رغدة إبراهيم بعنوان «تجربتي» واتسم بالود والحميمية

من الإذاعة إلى الشاشة

استهلت سرحان حديثها بسرد محطات من بداياتها قائلة:“دخلت عالم الإعلام صدفة بعد أن رأيت إعلانًا في الجريدة يطلب مذيعين جدد، ولم أكن أتخيل أن هذه الخطوة ستغيّر حياتي إلى الأبد.”

وأضافت أنها التحقت بالإذاعة كمذيعة متدربة لمدة عام قبل أن تنتقل إلى قراءة نشرات الأخبار بالعربية والإنجليزية، ثم إلى التلفزيون المصري حيث كانت الانطلاقة الحقيقية.
وتابعت:“استقبلتنا الراحلة همت مصطفى بابتسامة الأم والفنانة، وقالت لنا: (هتطلعوا على الهواء بعد أسبوع). كانت لحظة خوف كبيرة لكنها صنعت أول اختبار حقيقي في حياتي.”

وأكدت أن الإعلام “مهنة لا مكان فيها للمحسوبية”، موضحة:“إما أن تدخل قلب الجمهور أو لن يشفع لك أحد. الجمهور لا يُخدع طويلاً.”

معايير الإعلام الجديد

وتطرقت سرحان إلى واقع الإعلام الحديث وتأثير السوشيال ميديا، قائلة:“الشكل مهم، لكن المضمون أهم. لا يكفي أن تكون جميلًا أمام الكاميرا، بل أن تكون مثقفًا وصادقًا ومؤمنًا بما تقول.”

واستشهدت بقول الكاتب الإيطالي أمبرتو إيكو الذي وصف مواقع التواصل بأنها “منحت الكلام لفيالق من الحمقى”، معتبرة أن ما يحدث اليوم هو “غزو للسطحية” يهدد القيم المهنية.
ودعت إلى إنشاء هيئة إعلامية عربية تضع تشريعات أخلاقية ومهنية لحماية المهنة من الفوضى الرقمية.

كواليس لقاء المشير الجمسي: “كيف تسأل مرتين دون أن تُغضب ضيفك”

وبمناسبة مرور ٥٢ عاما على الاحتفال بنصر السادس من اكتوبر روت سرحان موقفًا من أكثر لقاءاتها تأثيرًا مع المشير عبدالغني الجمسي، وزير الحربية المصري الأسبق وأحد أبطال نصر أكتوبر، قائلة:“جاء إلى الاستوديو غاضبًا حين علم أن اللقاء سيُقسم على حلقتين. وافقنا على طلبه بالتحدث لـ15 دقيقة فقط. بدأت بسؤاله عن رفضه أوامر رئيس الوزراء بنشر الجيش أثناء انتفاضة الحرامية، فثار غاضبًا. التزمت الهدوء، وبعد أن هدأ أعدت السؤال نفسه فأجاب بصراحة.وأضافت:“هكذا يتعلم الصحفي كيف ينتزع الحقيقة دون أن يخسر احترام من أمامه.”

الإعلام الإنساني

وسردت سرحان موقفًا إنسانيًا لا تنساه خلال عملها في محطة عربية بالولايات المتحدة، قائلة:“كنت أسجل حلقة عن الجاليات العربية، فاقتربت مني سيدة تبكي وقالت: (ساعديني، أخذوا أولادي). روت لي أنها ذهبت بابنتها الرضيعة إلى المستشفى بعد سقوطها، فاتهموها بالإهمال وسحبوا الطفلة للتبني. وبعد سنوات، حين أنجبت طفلًا ثانيًا، أخذوه منها أيضًا.”

وأضافت بصوت متأثر:“لم أستطع نسيان هذه القصة حتى اليوم. كانت لحظة جعلتني أؤمن أن الإعلام ليس نقلًا للأحداث فقط، بل مسؤولية إنسانية.”

رسالة للشباب

اختتمت د. هالة سرحان جلستها بنصيحة للإعلاميين الشباب قائلة:“كونوا صادقين، محايدين، أصحاب ضمير حي. لا تخشوا في قول الحق لومة لائم. فالإعلام بلا إنسانية لا قيمة له.”

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى