الصحة

طرح أول لقاح يحمى من الإيدز بنسبة 100%

أعلنت هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) عن استعدادها لطرح أول لقاح طويل المفعول يقي من الإصابة بفيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) بنسبة فعالية تكاد تصل إلى 100%، في تطور يُوصف بأنه الأهم منذ اكتشاف الفيروس قبل أربعة عقود.

ويأتي هذا الإنجاز في إطار خطة بريطانيا الطموحة للقضاء على الفيروس نهائيًا بحلول عام 2030، مستندةً إلى تقدم علمي غير مسبوق يُمكن أن يُغيّر مستقبل الطب الوقائي عالميًا.

ويرى خبراء الصحة أن هذا اللقاح يمثل نقطة تحول في معركة العالم ضد الإيدز، إذ يمنح الأمل في الحد من العدوى بشكل شبه كامل خلال السنوات المقبلة.

اللقاح الجديد، الذي يحمل اسم “كابوتيجرافير” (CAB-LA)، يُعد أول علاج وقائي طويل المدى يُعطى عن طريق حقنة واحدة كل شهرين فقط، مقارنةً بالأدوية الوقائية التقليدية (PrEP) التي تتطلب تناول أقراص يومية. ويعمل الدواء من خلال تعطيل إنزيم أساسي يمنح الفيروس القدرة على التكاثر داخل الجسم، مما يمنع العدوى حتى في حال التعرض المباشر للفيروس.

ومن المقرر أن يُطرح اللقاح خلال الأشهر المقبلة في عيادات الصحة الجنسية في إنجلترا وويلز، بعد موافقة المعهد الوطني للتميز في الرعاية الصحية (NICE)، ليستفيد منه في البداية نحو 1000 شخص سنويًا ممن لا يتمكنون من تناول الأقراص اليومية لأسباب طبية أو اجتماعية.

وقالت هيلين نايت، مديرة تقييم الأدوية في NICE، إن اللقاح “يمثل نقلة نوعية في جهود مكافحة فيروس نقص المناعة البشرية”، مؤكدة أن بريطانيا أصبحت تمتلك الآن “مجموعة من الأدوات الفعالة لتحقيق هدف القضاء على الفيروس نهائيًا”.

فيما وصف وزير الصحة البريطاني ويس ستريتنج الموافقة على الدواء بأنها “تغيير جذري”، مؤكدًا أن إنجلترا “تسير بخطى ثابتة نحو أن تكون أول دولة في العالم توقف انتقال الفيروس تمامًا”.

من جانبه، أشاد ريتشارد أنجيل، الرئيس التنفيذي لمؤسسة “تيرينس هيجينز” الخيرية، باللقاح الجديد، واصفًا إياه بأنه “أداة حاسمة لتقليص الفوارق في فرص الوقاية والعلاج”.

ويُنتج اللقاح بواسطة شركة ViiV Healthcare البريطانية في مقاطعة دورهام، التي أكدت أنه يمثل “خيارًا مبتكرًا يتيح حماية طويلة المدى وسهلة الاستخدام للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة”.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى