جائزة نوبل للآداب ..من نصيب المجرى لاسلو كراسناهورگای

منحت الأكاديمية السويدية جائزة نوبل للأدب 2025 للروائي وكاتب السيناريو المجرى لاسلو كراسناهورگای (71) عاماً) ليكون ثاني كاتب مجرى يفوز بجائزة نوبل للآداب، بعد إيمري كيرتس عام 2002. وكثيرا ما كان لاستو.
لاسلو كراسناهورگای يفوز بجائزة نوبل للآداب بجدارة
الذى اشتهر برواياته الصعبة ذات الموضو عات الديستوبية الكتيبة، على لائحة ترشيحات الجائزة الأشهر في العالم، خاصة بعد فوزه بجوائز مهمة مثل “البوكر” وغيرها، كما أنه من الأدباء المعروفين في كثير من أنحاء العالم. وحظت رواياته بكثير من الترجمات إلى لغات مختلفة شرقا وغربا، وتحولت العديد من أعماله إلى أفلام روائية، بما في ذلك روايته تانجو الخراب” (1985) وكذلك “كابة المقاومة” (1989). وهما الروايتان اللتان يعرفهما قراء الأدب العربي، فقد سبق ترجمتهما إلى العربية منذ عدة سنوات، كما أن له حوارات مترجمة إلى العربية، فهو ليس غريبا على القارئ العربي المتابع للأدب العالمي.

وقالت لجنة الجائزة العريقة، عند إعلانها منح الجائزة للروائي المجرى، إن أعماله المقنعة والرؤيوية تؤكد قوة الفن. ووصفت اللجنة الفائز بأنه “كاتب ملحمي عظيم في التقاليد الأوروبية الوسطى، التي تعتد من كافكا إلى تو ماس برنهارد ويتميز بالعبثية والإفراط الغريب”. وأضافت: يتطلع لاسلو كراسناهوركاي، إلى الشرق أيضا متبنيا نهجا أكثر تأملا ودقة. والنتيجة هي سلسلة من الأعمال المستوحاة من الانطباعات العميقة التي تركتها رحلاته إلى الصين واليابان
وقال موقع جائزة نوبل، إن رواية كراسنهورکای محرب وحرب الصادرة عام ۱۹۹۹ و ترجمت عام (٢٠٠٦) تجاوزت حدود وطنه المجن منتبها قصة كورين، أمين الأرشيف المتواضع، الذي يقرر في آخر فصول حياته السفر من ضواحي بودابست إلى نيويورك ليشعر ولو للحظة أنه في مركز العالم. في الأرشيف، يعثر على ملحمة قديمة رائعة عن محاربين عائدين، فيسعى لنشرها للعالم… هنا تتطور لغة كراسنهورگای نحو جمل طويلة متدفقة بلا نقاط توقف، وهي السمة الأسلوبية التي صارت توقيعه الأدبي.
ولد لاسلو في عام ١٩٥٤، في بلدة جيولا الصغيرة جنوب شرق المجر قرب الحدود الرومانية، هذه البلدة الريفية أثرت في أعماله الأولى، ففى منطقة ريفية نائية مماثلة، دارت أحداث أولى رواياته “تانجو الخراب، التي نشرت في عام ١٩٨٥ وأحدثت ضجة أدبية في المجر ومثلث إنجازا رائدا للكاتب. ووصفت بأنها من أبرز الأعمال الأدبية في أوروبا الشرقية، إذ صورت حياة مجموعة من القرويين الفقراء بعد انهيار النظام الجماعي في هنغاريا، ثم تحولت إلى فيلم صور بالأبيض والأسود عام ١٩٩٤ أخرجه بيلا تار
عمل الكاتب المجرى موسيقيا محترفا لعدة سنوات في شبابه حيث كان يعزف على البيانو في فرقة جان ويعني في فرقة روك اند رول، وكان والده محاميا، ووالدته تعمل في وزارة الرعاية الاجتماعية. خطط الدراسة القانون متأثرا بأعمال كافكا – الكاتب الذي كان يقدمه وكان مفتونا بعلم النفس الجنائي، لكنه انتهى به الأمر إلى دراسة اللغة والأدب الهنغاريين.
بعد الجامعة، خدم كراسناهوركاي في الجيش، لكنه قال في مقابلات إنه هرب من الجيش بعد أن عوقب بسبب عصیانه، ثم عمل في وظائف مؤقتة، مثل عامل منجم وحارس ليلى لـ ٢٠٠ بقرة، وهو عمل سمح له بقراءة أعمال دوستويفسكي، ورواية تحت البركان»
المالكولم لوري، وهو كتاب وصفه بأنه مرجعه الأول.
عندما بدأ الكتابة، كان هدفه إكمال كتاب واحد، ثم متابعة مسيرته في مجال الموسيقى، في الوقت الذي نشر فيه قصته القصيرة الأولى، كان الفنانون والكتاب يخضعون للرقابة في ظل النظام الشيوعي في هنغاريا، وتم استدعاؤه للاستجواب من قبل الشرطة. التي استجوبته حول ارائه المعادية للشيوعية وصادرت جواز سفره
استلهم کراسناهورهای کثیرا من تجاربه في ظل الحكم الشيوعي، ومن أسفاره بعد مغادرته المجر الممرة الأولى عام ١٩٨٦ إلى برلين الغربية آنذاك وتستقطب کتبه قراء خصوصاً في ألمانيا حيث عاش على مدى سنوات، وفى المجر حيث يعتبر من أعظم كتاب البلاد على قيد الحياة.
التيمات الرئيسية للمكاتب الخراب، الفوضى الانتظار نهاية العالم، والحد الفاصل بين النظام والانهيار.
يصف نقاد کراسنا هورگای بانه “سيد الأدب المعاصر في تصوير نهاية العالم، ونال کراسنهورکای “جائزة مان بوكر الدولية ” عام ٢٠١٥، كما فازت روايته ” تانجو الخراب” بـ “جائزة أفضل كتاب مترجم في فئة الرواية عام ۲۰۱۳ ترسخت مكانته كأحد ابرز کتاب الأدب الحديث في أوروبا، مع روايات مثل كابة المقاومة” (۱۹۸۹) التي وصفتها الناقدة الأمريكية سوزان سونتاغ بأنها “رواية نهاية العالم”، و”حرب وحرب” (۱۹۹۹) التي تتناول رحلة أمين أرشيف بسيط من بودابست إلى نيويورك في محاولة لنشر ملحمة قديمة. أما روايته “بارون وينكهايم يعود إلى الديار (٢٠١٦)، فتركز على حكاية نبيل عجوز يعود من المنفى إلى بلده مدفوعاً يحب قديم، وتعد من أكثر أعماله طرافة وسخرية.
روايته الصادرة عام ۲۰۲۱ بعنوان هیرشت ۰۷۷۹۹ وصفت بأنها رواية ألمانية معاصرة عظيمة، إذ صورت الاضطرابات الاجتماعية في ألمانيا قبيل جائحة كورونا، وتدور أحداثها في بلدة صغيرة بولاية تورينجن، تعصف بها الفوضى والعنف والحرائق المتعمدة، ووصفت دار النشر البريطانية ذا سير بنتز تايل” الرواية قائلة: “فلوريان هیرشت عملاق طیب القلب، يتيم تبناه نازی جدید و دربه على تنظيف الشعارات الجدارية، أما رئيسه المولع بموسيقى باخ فيغضب لأن مجهولين يرشون رموز الذئب على النصب التذكارية للمؤلف الموسيقي في مدينتهم شرق ألمانيا”.
وفي أحدث رواياته الساخرة “زشيمله أودافان”، يعود کراستهوركاي إلى المجر من خلال شخصية العم جوزی کكادا، البالغ من العمر ١١ عاما، الذي يخفي سرا يجعله صاحب حق في العرش، لكنه اختار أن يختفي عن العالم.
وكانت الأكاديمية السويدية، اختارت الكاتبة الكورية الجنوبية، هان كانج، في عام ٢٠٢٤ للفوز بجائزة الأدب. كما فاز بالجائزة الكاتب المسرحي والمؤلف الترويجي یون قومه في عام ۲۰۲۳ أما الكاتبة الفرنسية، أني أرنو، فحصلت على الجائزة عام ٢٠٢٢.







