الفاشر تنزف والسكوت جريمة

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

في غرب السودان وتحديدًا في مدينة الفاشر حدث ما لا يمكن للعقل أو الضمير أن يقبله جريمة تفوق الوصف ومأساة تُعيدنا إلى عصور الظلام حيث يُقتل الإنسان لأنه فقط يريد أن يعيش بكرامة الفاشر اليوم مدينة تنزف دمًا بعد أن داهمتها مليشيات الدعم السريع بالرصاص والنار والانتقام فحوّلتها إلى رمادٍ ودموع.
جريمة مكتملة الأركان
ما جرى في الفاشر ليس اشتباكًا عسكريًا بل مجزرة بشرية منظمة القتل كان بلا رحمة والتنكيل بالمدنيين تم بدم بارد والاغتصاب أصبح أداة إذلال متعمدة خُطفت النساء من بيوتهن  وأُعدم الرجال في الشوارع وسُلبت الممتلكات كما لو أن المدينة غنيمة حرب.
مشاهد تقشعر لها الأبدان..
أطفال يصرخون تحت أنقاض البيوت نساء يركضن هربًا من الموت وشيوخ يُسحبون على الأرض لأنهم لم يحنوا رؤوسهم.لقد تجاوزت مليشيات الدعم السريع كل خطوط الإنسانية الحمراء وحوّلت الفاشر إلى مقبرة مفتوحة للضمير العالمي.
الإنسانية الميتة والصمت المريب..
في كل مرة تُرتكب جريمة بحق الشعب السوداني يخرج العالم ببيانات باردة وكأن دماء الضحايا مجرد أرقام في تقاريرهم.أين الأمم المتحدة؟ أين المنظمات التي تتغنى بحقوق الإنسان؟ أين أولئك الذين ملأوا الدنيا ضجيجًا عندما اشتعلت الحروب في أماكن أخرى؟
لماذا يصمتون اليوم بينما يُباد شعب بأكمله؟
هل دماء أهل دارفور لا تملك نفس القيمة؟
هل صرخات النساء في الفاشر لا تصل إلى آذان العالم؟
إن الصمت أمام ما يجري شراكة في الجريمة وإن تجاهل المأساة هو قتلٌ ثانٍ للضحايا.
جرائم لا تسقط بالتقادم..
ما ارتكبته مليشيات الدعم السريع في الفاشر من قتل واغتصاب وخطف وتهجير هو جريمة ضد الإنسانية بكل المقاييس.هي جرائم يجب أن تُعرض أمام المحكمة الجنائية الدولية ليحاسب كل من شارك أو تواطأ أو صمت.العدالة لا تموت ومهما طال الزمن ستأتي اللحظة التي يُقتص فيها من المجرمين الذين دنّسوا أرض السودان وأهانوا شعبه الكريم.
صرخة من قلب الكاتب
أنا لا أكتب اليوم كمجرد اعلامي بل كإنسان مكلوم يرى الدم يُراق في الفاشر كأنه ماء أكتب لأن الصمت جريمة ولأن التاريخ لن يرحم من شاهد ومرّ كأن شيئًا لم يكن يا قادة العالم أوقفوا هذا الجحيم الآن لا أريد بيانات شجب ولا لجان تحقيق أريد عدالة تُعيد للضحايا كرامتهم وأقول لأهل السودان الأبطال أنتم لستم وحدكم فكل قلب حي في هذه الأمة معكم قد يحرقون الأرض لكنهم لن يقتلوا روح السودان ولن يُطفئوا نور الحق مهما طال الليل.
 
 






