تمويل جيتس يضع منظمة الصحة العالمية تحت رحمة المانحين
كشف تقرير جديد نشر في مجلة BMJ Global Health أن منظمة الصحة العالمية (WHO) أصبحت تعتمد بشكل مفرط على التمويل الطوعي من مؤسسات وجهات مانحة خارجية ما قد يعرض قدرتها على تحقيق أهدافها الاستراتيجية للخطر ويقوض استقلالية قراراتها في مواجهة تحديات الصحة العالمية.
وأشار التقرير إلى أن مؤسسة بيل وميليندا غيتس أصبحت ثاني أكبر ممول للمنظمة بعد الحكومة الأمريكية حيث ساهمت بنسبة 9.5% من إجمالي إيرادات المنظمة بين عامي 2010 و2023.
ومع ذلك فإن هذه الأموال تُخصص غالباً لمشروعات محددة يختارها المانحون وهو ما يقلل من مرونة المنظمة في توجيه مواردها نحو أولوياتها الفعلية.
وبحسب الباحثين من جامعة كوين ماري في لندن قدمت مؤسسة غيتس ما يزيد عن 640 منحة بقيمة 5.5 مليارات دولار للمنظمة بين عامي 2000 و2024 وذهب نحو 4.5 مليارات دولار منها إلى مكافحة الأمراض المعدية خصوصاً مشاريع استئصال شلل الأطفال وتطوير اللقاحات.
ورغم أهمية هذا التمويل يرى معدّو التقرير أن الشروط المصاحبة له تضعف قدرة منظمة الصحة العالمية على التعامل مع أزمات صحية أخرى مثل الملاريا فيروس نقص المناعة البشرية (الإيدز) والأمراض غير المعدية التي تتسبب في 74% من الوفيات عالمياً كما أن أقل من 1% من منح المؤسسة وُجّهت إلى تعزيز النظم الصحية.
وأشار التقرير إلى أن 90% من ميزانية المنظمة حالياً تأتي من مساهمات طوعية مشروطة في حين أن المساهمات الإلزامية من الدول الأعضاء لا تكفي لتغطية الاحتياجات الأساسية ففي سبعينيات القرن الماضي شكلت المساهمات الحكومية 75% من دخل المنظمة لكنها الآن لا تتجاوز 10%.
وفي ظل إعلان انسحاب الولايات المتحدة من المنظمة بحلول عام 2026 يحذر الخبراء من تفاقم الأزمة المالية للمنظمة مؤكدين أن الاعتماد المفرط على التمويل المخصص سيبقيها رهينة لأولويات المانحين لا لاحتياجات الصحة العالمية الفعلية.
من جانبها أكدت منظمة الصحة العالمية في بيانها أنها تقدر تعاونها الطويل مع مؤسسة غيتس مشيدة بالدعم الذي قدمته في مجالات مكافحة شلل الأطفال والملاريا والأمراض المدارية المهملة مشيرة إلى أن هذا التعاون ساهم في إنقاذ ملايين الأرواح حول العالم.
