مباراة الزمالك وبيراميدز ليست مباراة عادية، ولا لقبًا عابرًا يُضاف إلى أرشيف البطولات… إنها مواجهة تتجاوز حدود المستطيل الأخضر لتصبح معركة كروية بين الكبرياء والطموح، بين تاريخ يُصارع من أجل البقاء، ومشروعٍ يُقاتل من أجل الاعتراف.
الزمالك وبيراميدز وجهاً لوجه في كأس السوبر المصري، في لقاء يشبه اختبار الشخصية قبل أن يكون منافسة على كأس.
الزمالك.. ما بين إرث التاريخ وضغط الواقع
الزمالك يدخل السوبر مثقلًا بسنوات من الاضطراب، ما بين تغيّرات إدارية وأزمات متلاحقة أضعفت بريق القلعة البيضاء.
لكنه رغم كل ذلك، يبقى الزمالك رمزًا لا يموت، ناديًا تخلّد اسمه في ذاكرة الكرة المصرية والعربية.
هذه المباراة بالنسبة له ليست مجرد لقب جديد، بل فرصة لاستعادة الهيبة وتذكير الجميع أن المجد قد يمرض… لكنه لا يموت.
المدير الفني يعرف أن الأمر يتجاوز الخطط الفنية، فالمباراة تُلعب بالروح قبل القدم، وبالعزيمة قبل التكتيك.
الزمالك حين يستحضر “روح الفرسان” يصبح فريقًا لا يُقهر، مهما كانت الظروف أو أسماء الخصوم.
بيراميدز.. مشروع يبحث عن الشرعية
في الجهة الأخرى يقف بيراميدز، النادي الذي شق طريقه بسرعة في سماء الكرة المصرية.
إدارة منظمة، نجوم على أعلى مستوى، وطموح لا يعرف التراجع.
لكن رغم كل هذا الوهج، ما زال الفريق يبحث عن الشرعية الحقيقية — شرعية البطولات، لا التصريحات.
فوز بيراميدز بالسوبر سيكون أكثر من مجرد كأس؛ سيكون إعلانًا رسميًا أن هذا النادي أصبح من الكبار بالفعل، وأن المجد لا يُورث، بل يُصنع بالإصرار والتخطيط والعمل.
السوبر.. معركة نفس قبل أن تكون كرة
المباراة تُلعب على أرض الملعب، لكنها تُحسم في العقول.
الزمالك يملك خبرة المواعيد الكبرى، بينما بيراميدز يملك حماس الجيل الجديد الباحث عن إثبات الذات.
هنا لا مكان للخطأ، ولا فرصة للتراخي، لأن الفريق الذي سيفقد تركيزه للحظة… سيُعاقَب.
الملخص
كأس السوبر هذا العام ليس مجرد مواجهة على لقب، بل مواجهة بين تاريخٍ يريد أن يُعيد صياغة نفسه وطموحٍ يسعى لانتزاع الاعتراف.
الزمالك يقاتل من أجل الكبرياء، وبيراميدز من أجل المجد.
ويبقى السؤال:
هل يستعيد الزمالك كبرياءه ويؤكد أن “الكبير يمرض ولا يموت”؟
أم ينتزع بيراميدز لحظته التاريخية ويعلن رسميًا أنه صار من الكبار؟
الملعب هو الفصل الأخير… والتاريخ ينتظر من يكتبه بأحرف من ذهب.
