الواجهة الرئيسيةمقالات

إيهاب شعبان يكتب : ذهبنا للنزهة وليس للقب .. وهان عليهم إسم مصر

بعد الفشل المذل في بطولة كأس العرب .. عاد الجميع يتحدث عن أن الكرة المصرية تعاني من العشوائية والمحسوبية والمجاملات في كل منظومتها ، وهو أمر يدعو للدهشة والإستغراب ، لأننا نعيش هذه الأوضاع منذ أن وعيت شخصيا على الحياة !! يعني منذ زمن طويل !
المثير هنا أن هذه العشوائية في المنظومة الرياضية عموما والكروية خصوصا تتم على مسمع ومرأي الجميع ولا أحد يحاول الإصلاح الا قليلا وحسب الظروف المتاحة ، فلا أحد يحاول حل الأمر بشكل جذري ، فاللوائح والقوانين موجودة ولكن تفصل وتفسر حسب الأهواء ، فالكفاءات متوافرة ولا شك في ذلك ولكنهم مبعدون لأن أهل الثقة هم القادة وليس أهل الخبرة ، كما أن المرؤوسين يعملون ويجتهدون – إلا فيما ندر – من أجل إسعاد من هم أعلي منهم في السلم الوظيفي وليس من أجل عموم الجماهير الطيبة ، بالإضافة إلى أن العدالة غائبة في كثير من المواقف لأن هناك من يتعامل مع الأمور بمكيالين .
نعود إلى كأس العرب .. النتيجة النهائية هي منتخب مصر رغم جلالة قدرة ومكانته وعراقة تاريخه وجهد نجومه السابقين خرج من الدور الأول بعد أداء ونتائج مخيبة للأمال والأحلام .. هنا نتسائل هل المنتخب الذى شارك في قطر يمثل حقيقة منتخب “الفراعنة” وأفضل لاعبيه ؟؟! وهل المنتخب الذى يحمل إسم أم الدنيا دخل من أجل الفوز باللقب ؟؟! وهل استعد المنتخب جيدا ومعه جهاز فني وإداري مستقر ؟؟! ، هل يعرف المسؤولون يعني إيه “مصر” وما تعنى هذه الكلمة عند الجاليات المصرية في الخارج لاسيما في البلاد العربية ؟؟!
دعوني أجيب كمصري سبق له الإغتراب في الخارج وكمهني صحافي .. الإجابة على كل الأسئلة هي ” لا” ولا بالصوت العالي كمان ، فالمنتخب الذى شارك لا يمثل حقيقة المنتخب وقوته ، و”لا” لم يدخل من أجل الفوز باللقب ، و”لا” لم يستعد جيدا لخوض هذه البطولة ، فالفريق ذهب لمجرد اثبات الوجود أنه كان مشاركا في هذا الحدث لا أكثر ولا أقل فالمعطيات تؤكد ذلك بعيد عن جلسات التحفيز التي أصبحنا أساتذة فيها .
المنتخب ذهب إلى قطر بفريق وصفه الجميع بأنه منتخب الصف “الثاني” وهو في الحقيقة هو منتخب الصف “الثالث” ، وتم تشكيله بجهاز فني مدته 3 شهور ، وحتى لا يتم التعاقد مع جهاز فني لهذه المدة القصيرة تم تكليف حلمي طولان بقيادة المنتخب وهو عضو باللجنة الفنية باتحاد الكرة ومعه أحمد حسن عضواللجنة أيضا وعصام الحضري ، وذلك خطأ فادح ، فمن الذى سيحاسب طولان على أخطائه وعلى فضيحة الخروج المبكر ؟ المفروض هذا هو دور اللجنة الفنية ذاتها وطولان واحمد حسن من أعضائها !! ، وكان الأجدي تعيين أخرين من قلب الساحة التدريبية ، فمثلا الزمالك استعان بأيمن الرمادي لمدة شهر واحد فقط ولم يقل أن الشهر قليل ولم يرفض وحصل على كأس مصر .
المنتخب الوطني الأول بقيادة حسام حسن رفض المشاركة في كأس العرب بحجة أن فريقه ولاعبيه لهم برنامج تدريبي أخر من أجل الأمم الأفريقية وليس البطولة العربية ، وهو الأن في معسكر مبكر منذ أول ديسمبر في نفس يوم بدء كأس العرب ، ويسافر الفريق إلى المغرب يوم 17 الجاري قبل بدء مباراته الاولي مع زيمبابوي بخمسة أيام ، وبالمصادفة هو نفس اليوم الذى تجري فيه نهائي كأس العرب .. وهنا نقول أليس كان من الأجدي والأفيد ان يشارك منتخب حسام حسن باللاعبين المحليين بدون المحترفين في كأس العرب بدلا من لاعبي الصف الثالث الذين شاركوا بالفعل ، ألم يكن من الأفضل ان تمنح الفرصة لبدلاء المنتخب الأول لرفع مستواهم وخبراتهم الدولية بعد أن اختار الكابتن حسام أولا كل النجوم المتاحين وهم الأفضل في الدوري الممتاز ؟؟ ثم بعد ذلك إختار طولان ما تم اختيارهم !
بناء على ماسبق .. نقول بصوت عال جدا وبثقة .. نحن ذهبنا إلى كأس العرب للنزهة وليس للفوز باللقب ، فالمسؤولون هان عليهم إسم مصر العزيزة ، غير مدركين أبدا أن المغترب المصري يبكي دموعا ودما وبحرقة عندما يري منتخب بلاده يخسر في مثل هذه البطولات ، كما هان عليهم أن منتخب يحمل إسم “مصر” يلعب بطولة تحت إشراف الفيفا وبجوائز مالية يحصل بطلها على ثمانية ملايين دولار مقابل ست مباريات يلعبها ، لكن فريقنا خرج منها بالفتات القليلة !!
نحن لا نلوم الكابتن حلمي طولان ولا اللاعبين الذين شاركوا فقد حاولوا ولم يحالفهم التوفيق ، ولكننا نلوم من استهان باسم “مصر” الغالية .. لأن المسؤولين كان في إمكانهم أن يفعلوا أفضل مما كان .. وأخيرا نقول عن تصريح وزير الرياضة د. أشرف صبحي بأنه لن يسمح بتكرار ذلك في كأس أفريقيا التي تنطلق بعد أقل من أسبوعين ، المقارنة هنا غير عادلة يا معالي الوزير لأن أمم أفريقيا ستكون بين أفضل محترفين في العالم بالمنتخبات الأفريقية ، ولكن البطولة العربية كانت في المتناول بهواة معظم منتخباتها ونحن من استهننا بها .. ولك الله يا مصر !

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى