ما الذي يسبب الشعور بالبرد الزائد في الشتاء؟.. تعرف على العوامل المؤثرة

مع انخفاض درجات الحرارة في فصل الشتاء، يعاني الجميع من البرد بدرجات متفاوتة، بينما يزداد البعض دفئًا وتنشط طاقتهم في أجواء البرد، ويشعر آخرون بالبرودة الشديدة حتى في درجات حرارة معتدلة نسبيًا.
ويحتار البعض حول الأسباب وراء هذه الفروق في الشعور بالبرد بين الناس، ويتسائلون أنفسهم هل يعود ذلك إلى عوامل جسدية، نفسية، أم بيئية؟.
وهناك بعض الأسباب التي قد تفسر لماذا يشعر البعض بالبرد أكثر من غيرهم، منها:
-الاختلافات في معدلات الأيض:
تعتبر معدلات الأيض من العوامل الرئيسية التي تؤثر في إحساس الإنسان بالبرد، فالأشخاص الذين يمتلكون معدلات أيض منخفضة قد يعانون من الشعور بالبرد أكثر من غيرهم.
والأيض هو العملية التي من خلالها يحول الجسم الطعام إلى طاقة، وعندما يكون الأيض منخفضًا، لا يتم إنتاج الطاقة بشكل كافٍ للحفاظ على درجة حرارة الجسم، ما يؤدي إلى شعور بالبرد الدائم.
الأشخاص الذين يعانون من بطء الأيض مثل من لديهم مشاكل في الغدة الدرقية (مثل قصور الغدة الدرقية) أو نقص النشاط البدني قد يشعرون بالبرد بشكل أكبر، لأن الجسم لا ينتج الطاقة الكافية لتدفئة نفسه.
-نسبة الدهون في الجسم
الدهون تعمل كمصدر للعزل الحراري، لذلك الأشخاص الذين يمتلكون نسبة دهون أقل في أجسامهم قد يشعرون بالبرد بشكل أسرع، على العكس فالأشخاص الذين لديهم نسبة أعلى من الدهون قد يكونون أكثر قدرة على الاحتفاظ بالحرارة الطبيعية لأجسامهم.
والأشخاص الذين يعانون من نقص الوزن أو نسبة منخفضة من الدهون قد يجدون صعوبة أكبر في الحفاظ على الدفء لأن أجسامهم تفتقر إلى العازل الطبيعي (الدهون) الذي يساعد في حفظ الحرارة.
-الجنس والهرمونات:
من المعروف أن النساء يميلن إلى الشعور بالبرد أكثر من الرجال، يعود ذلك جزئيًا إلى الاختلافات الهرمونية بين الجنسين، حيث تؤثر الهرمونات مثل الاستروجين في تنظيم حرارة الجسم، والنساء عمومًا يكون لديهن نسبة دهون أعلى من الرجال، لكن الجسم الأنثوي يميل إلى توزيع الدهون في مناطق معينة مما قد يسبب انخفاضًا في مستوى حرارة الجسم في مناطق أخرى.
وهرمونات النساء، مثل الاستروجين، قد تؤدي إلى انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف مما يجعلهن يشعرن بالبرد في اليدين والقدمين أكثر من الرجال، بالإضافة إلى ذلك النساء غالبًا ما يكون لديهن معدل أيض أقل مقارنة بالرجال مما يزيد من احتمالية الشعور بالبرد.
-الاختلافات في الدورة الدموية:
تؤثر الدورة الدموية بشكل كبير على كيفية شعور الشخص بالبرد، والأشخاص الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية أو مشاكل صحية مثل ارتفاع ضغط الدم أو انسداد الشرايين قد يعانون من انخفاض تدفق الدم إلى أطرافهم، مما يجعلهم يشعرون بالبرد بشكل أسرع.
والأشخاص الذين يعانون من ضعف الدورة الدموية قد يواجهون صعوبة في تدفئة اليدين والقدمين، وهي مناطق تعتبر من أكثر المناطق عرضة للبرد، وقد يشعرون بالبرودة بشكل مستمر في هذه الأطراف حتى إذا كانت درجات الحرارة الخارجية ليست منخفضة جدًا.
-الحالة النفسية والعاطفية:
العوامل النفسية تلعب دورًا هامًا في إحساس الشخص بالبرد، والأشخاص الذين يعانون من التوتر أو القلق قد يشعرون بالبرد أكثر من غيرهم، حيث تؤدي المشاعر السلبية إلى تقلص الأوعية الدموية في الجسم، ما يساهم في انخفاض تدفق الدم إلى الأطراف وبالتالي الشعور بالبرودة.
والقلق والتوتر يمكن أن يسبب زيادة في إنتاج هرمونات الإجهاد مثل الأدرينالين والكورتيزول، مما يؤدي إلى تضييق الأوعية الدموية وبالتالي تقليل تدفق الدم إلى الأطراف، ما يجعل الشخص يشعر بالبرد بسرعة.
-العوامل البيئية والتعرض للمناخ:
بيئة الشخص تلعب دورًا كبيرًا في إحساسه بالبرد. الأشخاص الذين يعيشون في بيئات أكثر دفئًا عادة ما يكونون أقل قدرة على التأقلم مع البرد مقارنة بأولئك الذين يعيشون في بيئات باردة، بالإضافة إلى ذلك، قد يعتاد البعض على الظروف الجوية الحارة بشكل أكبر، مما يجعلهم أكثر حساسية للبرد عندما ينتقلون إلى بيئة أكثر برودة.
والأفراد الذين لم يعتادوا على درجات الحرارة المنخفضة قد يشعرون بالبرد بشكل أكبر عندما يتعرضون لمناخ بارد لأن أجسامهم ليست مهيأة للتعامل مع تلك الظروف.
-الحالة الصحية العامة:
وجود حالات صحية معينة يمكن أن يجعل الشخص أكثر عرضة للشعور بالبرد، والأمراض مثل فقر الدم (نقص الحديد) أو مشاكل الغدة الدرقية قد تؤثر على قدرة الجسم على تنظيم حرارته.
والأشخاص المصابون بفقر الدم قد يعانون من ضعف في تدفق الدم والأكسجين إلى الأنسجة، مما يزيد من شعورهم بالبرد.







