إيهاب شعبان يكتب : برافو قطر .. كأس العرب قربتنا كثيرا !!

بطولة كأس العرب التي اختتمت منافساتها مؤخرا في قطر فيها الكثير لنقوله ونحكيه ، ولكن دعونا أولا نتخلص من النظرة الضيقة ونوسع مداركنا شويتين .
بداية نقول هذا البطولة في نسختها الحادية عشرة هي أنجح البطولات العربية على الإطلاق ، لماذا ؟
لأن في هذه البطولة شاهدنا تنظيما على أعلي مستوي ممكن سواء من اللجنة المنظمة القطرية أو اللجنة التابعة للاتحاد العربي والفيفا .
شاهدنا ملاعب رائعة ظهرت ك لوحة جميلة نستمتع بالنظر إليها ، وكذلك كان التصوير والإخراج التليفزيوني ممتازا بكل المعايير الفنية .
شاهدنا منافسات قوية ومباريات مثيرة من أغلب المنتخبات ، وكانت الإثارة مستمرة حتى الثواني الأخيرة من اللقاءات بالحماس المتبادل من جميع المنتخبات .
شاهدنا روح قتالية من اللاعبين العرب ، وفكر تكتيكي عالي من المدربين ، وأهداف رائعة يمكن أن تدخل في سباق جائزة بوشكاش لأجمل الأهداف .. وصار الجماهير العربية ومنها المصرية بالطبع تعرف أسماء طنان وأبو طه وأبو ليلي وعلوان والنعيمات وفهد الهاجري ويوسف ناصر وسالم الدوسري وأكرم عفيف وحامد حمدان وعمر خربين وحمدلله وكنو وبولبينة وحريمات وغيرهم من النجوم الذين أبدعوا .
شاهدنا – وهذا هو المهم عندي – الأسرة العربية بكل أفرادها في المدرجات ، وشعرنا عندما كانت تتنقل الكاميرات حولهم بأنهم أخوة أقرباء وأحباء لنا ، لم نشعر بغربة أو استغراب ونحن نراهم ، كل واحد منهم كأنه من بيتنا ، لذلك تعاطفنا كثيرا مع الإبتسامات والفرحة والضحكات العفوية من الأطفال والسيدات والكهول والشباب ، بغض النطر عن جنسية هذا أو ذاك ، ونفس الحال كان نفس التعاطف مع هؤلاء الذين التقطتهم الكاميرات وهم يبكون بالدموع أو انتابهم الحزن الشديد وتمنينا لو كنا معهم للتخفيف عنهم ب”طبطبة” هادئة !
وقد كانت النهاية صعبة وكأننا لا نريد أن ينتهي هذا المشهد العربي الجميل ، ولم نشعر للحظة واحدة ان النتائج غير عادلة ، وجاء فوز ” أسود الأطلسي” لنفرح معهم ونشد من أزر “النشامي” ، الكل خرج وهو راض عن الختام العربي ، وضحكنا ونحن نري كباتن المغرب يحتفلون باستلام الكأس على طريقة “شيكابالا” .
دعونا نقول برافو لقطر هذا التنظيم الرائع ، فقد نظمت البطولة في توقيت صعب في الوقت الذى نظمت فيه مباريات الإنتركونتينتال وحفل ذا بيست وعمومية الفيفا وبطولة كأس الخليج تحت 23 سنة واجتماعات الاتحاد العربي كل ذلك في 40 يوما فقط لاغير .
دعونا نقول في النهاية أن الكرة العربية تطورت شكلا ومضمونا ، وعلي مسؤولي الكرة المصرية مواكبة هذا التطور ، والإستهانة بهذه البطولة والمشاركة مستقبلا بمنتخب “الصف الثالث” أصبح مرفوضا ، وبالمناسبة حتى لو شاركنا ب ” المنتخب الأول” فلم يكن ذلك يضمن لنا الفوز بالبطولة ، علينا أن نصلح أخطاء الماضي ونفرض العدالة في المنظومة الرياضية ، بعدها نستعيد الريادة العربية كرويا .







