التعليم

مستشارة شيخ الأزهر تلقي محاضرة لباحثي تتارستان حول “الإعجاز في القرآن الكريم”

انطلاقًا من رسالة الأزهر الشريف التي تؤكد على التسامح والوسطية والاعتدال على مدار أكثر من ألف عام، وبرعاية كريمة من فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، وفضيلة الدكتور سلامة جمعة داود، رئيس الجامعة؛ قامت الدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار فضيلة الإمام الأكبر لشئون الوافدين عميد كلية العلوم الإسلامية للوافدين، بإلقاء محاضرة علمية خلال الدورة التدريبية التي ينظمها مركز التميز الدولي والتطوير المؤسسي لطلاب الدراسات العليا في أكاديمية بلغار الإسلامية بجمهورية تتارستان بروسيا الاتحادية، في ضوء مذكرة التعاون الموقعة بين جامعة الأزهر والأكاديمية، وكانت المحاضرة بعنوان: «الإعجاز في القرآن الكريم».

حيث قامت الصعيدي بتقديم قراءة لكتاب: “النبأ العظيم – نظرات جديدة في القرآن الكريم للدكتور محمد عبد الله دراز”.

وأوضحت مستشارة شيخ الأزهر أن عظمة القرآن في لفظه، والقصد باللفظ مع الوفاء بالمعنى، وبينت الصعيدي أن من أوجه عظمة القرآن الكريم خطاب العامة وخطاب الخاصة.

وقالت: إن كل إنسان يفهم القرآن على قدر علمه وقدر ثقافته، مشيرة إلى أن القرآن الكريم يخاطب كل الناس، وليس هناك فرق على أساس مكانة الإنسان، مؤكدة أن القرآن جاء بخطاب واحد للجميع، وكل عقل يأخذ على حسب مقدرته، وأنك تجد القرآن يخاطب العقل والوجدان في الوقت نفسه، ولا يوجد هذا في كلام الناس، فكلام الناس فيه علو في جانب وقصور في جانب آخر، وهذا غير موجود فى القرآن الكريم، وأوضحت أنه لو قرأ المسلم القرآن قراءة حقيقة سيجد السعادة الحقيقية.

كما أوضحت أن الكتاب عبارة عن مجموعة بحوث علمية وفكرية تهدف إلى إثبات أن القرآن الكريم كلام الله تعالى، وأنه ليس من تأليف بشر، ولا من تحريف أو اختلاق، ويفند الشبهات حول مصدره، مع تسليط الضوء على إعجازه في مختلف جوانبه.

وأشارت إلى أن المنهج الذي يتبعه المؤلف يدعو القارئ إلى أن يأتي بفطرة سليمة ورغبة في الوصول إلى الحق يستخدم الأدلة العقلية قبل النقلية، ويجمع بين القياس العقلي والاستدلال النصي من القرآن والسنة لدعم طرحه.

وبينت أن أهم محاور الكتاب تحديد معنى القرآن وتعريفه، وبيان مصدر القرآن، والرد على الشبهات حول القرآن، والإعجاز في القرآن الكريم، وخاصة الإعجاز اللغوي والأدبي وكيفية انتقاء الكلمات وتركيب الجمل بطريقة لا يمكن للبشر مجاراتها، ويستشهد المؤلف بأمثلة من سور وآيات القرآن لتوضيح هذا الإعجاز، ويربط بين الإعجاز والقرآن باعتباره دليلًا قويًّا على أنه وحي إلهي لا إنتاج بشري.

وأشارت إلى أن أهمية الكتاب ترجع إلى أنه يُعد من أقوى الكتب المعاصرة في إثبات صدق القرآن وإعجازه، ويناسب طلبة العلم والدارسين وكذلك القارئ العام؛ لما يتمتع به من أسلوب واضح وتحليل عقلاني.

وأوضحت أن وجوه إعجاز القرآن تشمل: الإعجاز اللغوى⸲ والتشريعي، وإعجاز الغيبيات، والإعجاز في الحديث عن تاريخ الأمم السابقة وقوانين الأسرة، وأن القرآن الكريم مصدق لكل الكتب ومهيمن عليها.

ثم انتقلت للحديث عن حقوق المرأة فى القرآن وأوضحت أنه لا يوجد من أعطى للمرأة حقها في الأسلوب مثل الله سبحانه وتعالى في القرآن.

وتحدثت عن أهم البرامج التي قامت بإعدادها من أجل الاهتمام بالمرأة؛ ومنها: الأسرة وقضايا المرأة، وبرنامج صناعة القيادات النسائية المشرقة، وسلسلة نساء مشرقات، وأوصت الباحثين بأهمية الاهتمام بقضايا المرأة، فإصلاح أي مجتمع يبدأ من الاهتمام بالمرأة.

وفي نهاية المحاضرة التي عقدت بقاعة المؤتمرات بفندق جامعة الأزهر أشاد الباحثون من تتارستان بالمحاضرة العلمية القيمة التي ألقتها مستشارة فضيلة الإمام الأكبر، وما تضمنته من معلومات أضافت إليهم الكثير والكثير.

وحرصوا على التقاط الصور التذكارية مع فضيلتها، وجاء ذلك بحضور الدكتور عمرو بسيوني، منسق التعاون الدولي بين جامعة الأزهر وأكاديمية بلغار الإسلامية عضو مركز التميز الدولي والتطوير المؤسسي بالجامعة.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى