قد تلاحظين أن طفلك يبدو مثالياً وهادئًا داخل المدرسة أو الروضة، لكنه عند عودته إلى المنزل يتحول إلى طفل غاضب، صاخب، أو متمرد أحيانًا. هذه الظاهرة طبيعية وتعرف علميًا باسم: “انهيار ضبط النفس ما بعد المدرسة” (After-School Restraint Collapse).
ما هو “انهيار ما بعد المدرسة”؟
يوضح خبراء التربية أن الطفل يحافظ على هدوئه وانضباطه طوال اليوم في المدرسة ليلتزم بالقواعد والتفاعلات الاجتماعية، لكن بمجرد وصوله إلى البيت، المكان الأكثر أمانًا بالنسبة له، يبدأ في تفريغ المشاعر المكبوتة.
قد يظهر ذلك من خلال البكاء، الصراخ، رمي الأشياء، أو السلوك العدائي تجاه الإخوة. الأطفال الأكثر حساسية أو نشاطًا هم الأكثر عرضة لهذه الظاهرة.
لماذا يحدث هذا الانهيار؟
تعود الأسباب إلى عدة عوامل:
استنزاف الطاقة في ضبط النفس والتفاعل الاجتماعي خلال اليوم الدراسي.
الشعور بالحرمان من الوالدين أثناء النهار، ما يُعرف بالانفصال الدفاعي.
التعب والجوع، اللذان يزيدان من حدة الانفعالات والسلوك.
كيف أتعامل مع طفلي أثناء الانهيار؟
اتركي مساحة آمنة للتفريغ: لا تعاقبيه فورًا، ودعيه يخرج مشاعره بطرق غير مؤذية.
أظهري التعاطف: استخدمي عبارات بسيطة مثل: “أعلم أن يومك كان طويلًا”.
وفري روتين استرخاء: أنشطة مثل ركوب الدراجة، الاستماع للموسيقى، أو وقت هادئ بعيدًا عن الضغوط.
اهتمي بالغذاء: قدّمي وجبات خفيفة وصحية مباشرة بعد العودة إلى المنزل.
عززي الارتباط اليومي: قبلة أو حضن قبل الذهاب للمدرسة يصنع فرقًا كبيرًا في شعوره بالأمان.
بعد انتهاء الانهيار
عندما يهدأ الطفل:
ساعديه على التعبير بالكلمات عن مشاعره.
ناقشي معه طرقًا بسيطة للتعامل مع المواقف الصعبة في المستقبل.
أهم شيء أن يشعر الطفل أنه محبوب ومقبول حتى في أسوأ حالاته.
