الانحياز لمحدودى الدخل.. ومبادرات الأحزاب.. وحفل تأبين

الكاتب أ / السيد البابلي
انحاز الرئيس عبدالفتاح السيسى لمحدودى الدخل.. حرص الرئيس على طمأنة مواطنيه بأن البُعد الاجتماعى سيظل هو الأساس فى كل قرارات الدولة الاقتصادية والمعيشية.. وفى ثمانية قرارات للرئيس كانت هناك أخبار مهمة حول المرتبات والمعاشات وحدود الإعفاءات الضريبية والتكافل والكرامة.. وكانت كلها تحمل البشرى والبشارة الطيبة بأن رئيس الجمهورية هو واحد منا يشعر معنا بالغلاء والتضخم ويحاول قدر الإمكان وفى ظل ظروف اقتصادية بالغة الصعوبة أن يجد وسيلة للتخفيف عن الأعباء وعن كاهل ملايين الأسر التى تمثل زيادة المرتبات والمعاشات متنفساً لها لمواجهة أعباء الحياة.
كلنا أمل فى أن يكون هناك اقتداء برئيس الجمهورية، وأن يكون هناك استقرار وثبات فى الأسعار، إن لم يكن هناك تخفيض وتنازل عن القليل من الأرباح الهائلة التى يحققها بعض تجار الأزمات الذين لا يتوقفون عن رفع الأسعار بسبب أو بدون سبب.
وإذا كان بعض التجار قد أعماهم الجشع ومازالوا على سعيهم فى إكتناز الثروات بالمغالاة فى الأسعار، فإن الأجهزة الرقابية التموينية عليها عبء المواجهة الصارمة وإعلان قوائم سوداء بالمخالفين والتعامل معهم بالقانون والعقوبات اللازمة.
إن قرارات الرئيس جاءت برداً وسلاماً على الجميع.. وأجمل ما فيها، أنها لم تكن متوقعة وجاءت فى الوقت المناسب وفى أفضل توقيت.
>>>
تحركت بعض الأحزاب للتفاعل مع الشارع والوصول إليه.. ونشيد فى ذلك بالمبادرات الطيبة التى قامت بها قبل بداية العام الدراسي، التى تمثلت فى توزيع الكتب والأدوات المدرسية مجاناً على تلاميذ المدارس فى بعض المحافظات.. وهى مبادرات نأمل أن تمتد بمشاركة مجتمعية واسعة لتشمل جميع المحافظات، وأن تتضمن أيضا توفير المساعدات لشراء الملابس المدرسية وسداد المصروفات فى المدارس الحكومية.
إن هذا التحرك لجمع الأموال والتبرعات النقدية والعينية لمساعدة التلاميذ هو الطريق للتلاحم الشعبى وتقريب المسافات لتحالف كل قوى الشعب لخدمة جموع الشعب.
وبدأنا نسمع أخبارًِا طيبة تؤكد أن هناك تقدمًا فى المباحثات مع صندوق النقد الدولى يأخذ فى الاعتبار عدم التأثير على الأوضاع الاقتصادية.. وبدأنا أيضًا نسمع ما يفيد باقتراب مؤشرات انفراجة للأزمة الاقتصادية.. بدأنا نسمع أخبارًا كثيرة تدعو للتفاؤل.. ودائمًا لدينا التفاؤل.. كل التفاؤل.. هذا بلد اعتاد مواجهة كل أنواع الأزمات.
>>>
وشاهدت فيلمًا أمريكيًا مؤثرًا مليئًا بالعظات والعبر.. وفى الفيلم سيدة عادية علمت من الأطباء أن المرض الخبيث قد استشرى وأن أيام العمر قد أصبحت معدودة.. والسيدة قررت أن تودع الجميع وطلبت أن يكون هناك اجتماع أو احتفال خاص لتأبينها تحضره وهى على قيد الحياة.. قررت أن تسمع ما سيقوله الناس عنها من كلمات طيبة لتسعد بها قبل الرحيل.. أرادت أن ترى حياتها فى أعين الآخرين.. كانت تريد غذاء للروح وللسعادة فى أيامها الأخيرة.. أرادت أن تجد السلوى قبل الوداع.. وفى قصتها الكثير من العظات والعبر.. فى قصتها دعوة لنا جميعًا بألا نبخل بالكلمة الطيبة على الآخرين فى وجودهم.. وفى حياتهم وألا ننتظر الرحيل والفراق لنخرج أفضل ما لدينا من مشاعر وعواطف.. وامنحوا الحياة الحب والتسامح والسمو فوق الأخطاء والدنايا تمنحكم الرضا والسعادة وحب الخير.. وكونو بشرا تكون الحياة كما ينبغى أن تكون.
>>>
وتزوج الرجل الكبير السن جدًا جدًا «الشوجر داداي» من الفتاة صغيرة السن جدًا جدًا معتقدًا أن الفلوس تعيد الشيخ لصباه وأن العطاء قادر على إصلاح ما أفسده الدهر.. والعطاء أصلح فعلاً تراهيل الوجه وأعاد تناسق الجسد.. ولكن العطاء لم يكن قادرًا على إصلاح الداخل.. فالقلب العليل كان يئن ويتوجع.. والجسد الفارغ كان من الداخل محطمًا.. و«الشوجر داداى» لم ينجح فى خداع العمر والأيام.. وسقط فى بئر عميق من الأملاح القاتلة.. واختلط السكر بالملح فتفوق الأخير وانتصر.. وضاع الكبير العجوز ولم تستطع أمواله أن تمنحه رحيقًا جديدًا للحياة.. والمسكين بحث عن المتعة فى الوقت الخاطئ القاتل فضاع وأضاع ماله رصيد السنين.. والجميلة طارت وحدها بالسكر والعسل فقد حصلت على ما تريد فى وقت أقصر مما كانت تعتقد.. والجميلة والوحش قصة تتكرر كثيرًا هذه الأيام..!
>>>
وأعود إلى فريق النادى الأهلى فى بطولة السوبر الأفريقى التى كانت بفعل فاعل لم يكن مجهولاً وأقول أن حكم المباراة لا يستحق التعليق..!!
>>>
وأخيرًا:
الحياة ليست عادلة
فعود نفسك على ذلك
>>>
وارتشف من الحياة كل رحيقها، وتنفس عميقًا، فقد حان الآوان لقلبك المثخن بالجراح أن يتطيب.
>>>
ويا واسع اللطف إن الحال تعلمه.. فتولنا.