فن وثقافة

ذكري رحيل يحيي شاهين .. سي السيد الذي لن يتكرر

في 18 مارس 1994، فقدت السينما المصرية أحد عمالقتها، الفنان يحيى شاهين، الذي ارتبط اسمه بشخصية “سي السيد” في ثلاثية نجيب محفوظ، مجسدًا نموذج الرجل الشرقي بقبضته الحديدية داخل بيته، بينما ينغمس في حياة اللهو خارجه. ورغم مرور السنوات، لا تزال أدواره محفورة في وجدان الجمهور.

“بضاعة أتلفها الهوى”.. سي السيد الذي لا يُنسى

لم يكن اختيار يحيى شاهين لتجسيد شخصية السيد أحمد عبد الجواد في ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية) محض صدفة، فقد كان النموذج الأمثل للأب السلطوي الذي يعيش بازدواجية بين الصرامة العائلية والمتعة الشخصية. حتى اليوم، يردد الجمهور جملته الشهيرة “بضاعة أتلفها الهوى” التي أصبحت رمزًا للطغيان الأبوي في السينما العربية.

توفيق القرماني.. زير النساء الذي تحدى الإيمان

في فيلم “الإخوة الأعداء”، المستوحى من رائعة دوستويفسكي “الإخوة كارامازوف”، قدّم يحيى شاهين دور توفيق القرماني، الرجل المستهتر الذي يغرق في ملذاته، يعيش كزير نساء، ويرفض الإيمان بوجود الله، في شخصية حملت أبعادًا فلسفية عميقة، عاكسةً الصراع الفكري والأخلاقي بين الخير والشر.

الزوجة الهاربة.. جرح لا يندمل

رغم نجوميته، لم يسلم يحيى شاهين من صدمات الحياة، إذ تزوج من سيدة أجنبية، لكن الزواج انتهى بمأساة حين هربت بطفلتهما إلى الخارج، ليعيش مأساة الفقد التي لم يتمكن من تجاوزها، وظلت غصة الفراق ترافقه حتى رحيله.

أهم أعماله السينمائية

قدم يحيى شاهين عشرات الأعمال الخالدة، منها:

  • ثلاثية نجيب محفوظ (بين القصرين – قصر الشوق – السكرية)
  • الإخوة الأعداء
  • شيء من الخوف
  • جعلوني مجرمًا
  • الأرض
  • لا أنام

إرث خالد في ذاكرة السينما

برحيله، فقدت السينما المصرية نجمًا من طراز فريد، لكنه ترك وراءه إرثًا فنيًا عظيمًا، ليبقى “سي السيد” الأبدي و زير النساء الذي تحدى الإيمان في واحدة من أقوى أدواره السينمائية.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى