الجوع ينهش عظام الأطفال في غزة

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

المجاعة بلغت ذروتها في غزة ! أكثر من 2 مليون إنسان يُحاصرهم الجوع والمرض والموت بلا غذاء بلا دواء بلا ماء بلا أمل… أمهات يرين أطفالهن يموتون أمام أعينهن لا لذنب سوى أنهم وُلدوا في غزة ! كل ما تبقى من حياة هناك يتآكل تحت الحصار والقصف والتجويع. حتى لقمة العيش صارت أمنية وقطرة الماء معركة وشربة الحليب للرضيع أصبحت حلمًا بعيدًا… إنها إبادة جماعية على مرأى ومسمع من العالم!
غزة تختنق جوعًا وكأن العالم أعمى أطفال بلا طعام وأمهات بلا دواء و شيوخ ومسنون تكسّرت أجسادهم من التعب والجوع وبيوت تهدمت فوق رؤوس ساكنيها وكأن الحياة نُزعت من غزة قسرًا.
ويقول الصحفي أنس الشريف صحفي قناة الجزيرة في يوم الجمعة ، بينما العالم يفكّر ماذا سيأكل من ألذ وأشهى الوجبات… أهل غزة جميعهم بلا استثناء، لا يجدون رغيف خبز واحد.
استبدّ الجوع بالمحاصَرين في غزة لدرجة غير مسبوقة يموتون وهم على طوابير الانتظار للحصول على وجبة طعام واحدة كل ثلاثة أيام. المجاعة تشتد في غزة … فعليًا لم يتبقَّ ما يُؤكل. الناس تتزاحم على التكيات، وصراخ الأطفال الجوعى يملأ المكان. ما إن سمع الناس أن هناك من يوزع وجبات طعام حتى هرع الجميع من كل أنحاء وسط غزة مشهد يفوق الوصف أمهات وأطفال وشيوخ يركضون الجوع ينهش أجسادنا والكرامة تُذبح بصمت في طوابير الانتظار، إنه سباق للبقاء في أرض تموت كل لحظة. بطونهم تؤلمهم من شدة الجوع مجاعة غزة سلاح حرب جديد في صراع لا يرحم في واحدة من أحلك اللحظات الإنسانية في التاريخ الحديث يواجه قطاع غزة مأساة غير مسبوقة مع تصاعد خطر المجاعة في أجزاء واسعة من الأراضي المحاصرة خاصة في شمال القطاع وسط عجز دولي متفاقم وفشل مستمر في وقف الكارثة.
“نموت جوعًا قبل أن نموت قصفًا”
بهذه الكلمات اختصر أحد سكان غزة الواقع الذي يعيشه الملايين حيث أضحى الجوع قاتلًا صامتًا يتسلل إلى البيوت الخالية من الطعام ويتربص بالأطفال والمرضى وكبار السن. مع استمرار الحصار الإسرائيلي الشامل منذ أكتوبر 2023، وبعد أشهر طويلة من الحرب المتواصلة باتت مظاهر المجاعة واضحة وصادمة.
تقارير صادرة عن منظمات أممية منها برنامج الأغذية العالمي وشبكة الإنذار المبكر بالمجاعة ..تؤكد أن غزة وصلت إلى المرحلة الخامسة وهي الأعلى من تصنيف الأمن الغذائي ما يعني “مجاعة وشيكة أو مؤكدة”.
طعام من التراب
في مشاهد تقشعر لها الأبدان بات الأهالي يطهون الحشائش ويأكل الأطفال الخبز المصنوع من علف الحيوانات أو الدقيق المخلوط بالتراب. تموت الرضع على صدور أمهات جائعات فيما تسجل المستشفيات حالات وفيات بسبب سوء التغذية أغلبهم من الأطفال.
في شمال غزة تحديدًا، تعذر دخول أي مساعدات غذائية لما يزيد عن ثلاثة أشهر بسبب إغلاق المعابر أو استهداف قوافل الإغاثة. الصور التي تخرج من هناك تشبه مجاعات إفريقيا في القرن الماضي لكنها هذه المرة تقع في قلب منطقة يتابعها العالم يوميًا، دون أن يحرّك ساكنًا.
الحصار: حرب بوسائل مختلفة
منذ اندلاع الحرب في أكتوبر 2023 فرضت إسرائيل حصارًا خانقًا على غزة شمل:
• إغلاق المعابر الحدودية ومنع دخول الغذاء والوقود.
• استهداف البنية التحتية الحيوية كمخابز ومخازن القمح.
• قطع إمدادات الكهرباء والمياه.
• تعقيد وصول المساعدات الإنسانية أو عرقلتها عمداً.
ورغم الضغوط الدولية لم يُسمح سوى بمرور شاحنات محدودة لا تلبي 10% من احتياجات السكان اليومية وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة.
القانون الدولي: صمت بلا عقاب
وفقًا لاتفاقيات جنيف فإن تجويع السكان المدنيين كأسلوب من أساليب القتال يُعد جريمة حرب. ومع ذلك لم تفتح المحكمة الجنائية الدولية حتى الآن أي تحقيق رسمي في هذا الإطار رغم مطالبة منظمات حقوقية بذلك.
منظمة “هيومن رايتس ووتش” صرحت بأن “ما يحدث في غزة لا يمكن وصفه إلا بأنه استخدام للمجاعة كسلاح حرب” مشيرة إلى أن هذا السلوك يرقى إلى “عقاب جماعي محظور بموجب القانون الدولي”.
غزة إلى أين؟
لا يزال الوضع الإنساني يتدهور مع توقعات بأن تؤدي المجاعة إلى وفيات جماعية خلال الأسابيع المقبلة إذا لم تُتخذ إجراءات عاجلة. وفي ظل صمت دولي ومواقف سياسية مترددة يتساءل الغزيون:
“هل نحتاج إلى كارثة إنسانية أضخم كي يتحرك العالم؟”
إن ما يحدث في غزة اليوم ليس مجرد أزمة إنسانية بل هو جريمة ترتكب على مرأى ومسمع العالم. وبينما تواصل الأطراف السياسية لعب أدوارها على مسرح الصراع يموت الأبرياء جوعًا بصمت..