أخصائية نفسية تحذر من اضطراب الشخصية النرجسية : خطر يهدد المجتمع

أكدت الدكتورة نرمين هاني، الأخصائية النفسية والمعالجة السلوكية، أن هناك فرقًا جوهريًا بين خوف الأهل الطبيعي على أبنائهم، وبين محاولات السيطرة المطلقة التي يمارسها البعض، موضحة أن هذه الرغبة في التحكم تنبع أحيانًا من رؤية الأهل لأبنائهم كامتداد لأنفسهم، لا كأفراد مستقلين، وهو ما قد يؤدي إلى تشوّه في بناء شخصية الطفل وظهور اضطرابات نفسية عميقة.
وخلال مداخلتها على قناة “صدى البلد”، أوضحت هاني أن بعض الآباء والأمهات يضعون في أذهانهم صورة مثالية لأبنائهم، ويسعون جاهدين لجعلهم يطابقون تلك الصورة، حتى وإن اضطروا لتغيير سلوك الطفل بالقوة. وأضافت أن هذه الطريقة تخلق فجوة بين الطفل الحقيقي والصورة التي يُطالَب بأن يكون عليها، مما يؤدي إلى انعدام الثقة بالنفس وصعوبة في التعبير عن الرفض.
وحذّرت المعالجة النفسية من خطورة تعامل الأهل المصابين باضطراب الشخصية النرجسية مع أبنائهم، مشيرة إلى أن الشخص النرجسي غالبًا لا يرى في سلوكياته خللًا، بل يبررها بأنها “في مصلحة الطفل”، في حين أنه يمارس نوعًا من التلاعب النفسي يهدف إلى فرض السيطرة وليس التربية.
واختتمت حديثها بالتفريق بين “النمط النرجسي” الذي يظهر لدى بعض الأشخاص بشكل غير مرضي، ويمكن التعامل معه وتعديله، وبين “اضطراب الشخصية النرجسية السريري” الذي يتطلب تدخلًا علاجيًا متخصصًا، مؤكدة أهمية التربية الواعية في الحد من هذه الأنماط وتحقيق توازن صحي في العلاقة بين الأهل وأبنائهم.