غزة لا تموت… لكنها تُذبح ببطء

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

لم تعد غزة مجرد عنوان للأخبار بل أصبحت مرادفًا للوجع والصمود مدينة تتنفس تحت الركام وتقاوم الموت بالجوع وتحمل على أكتافها جراح شعب يُذبح أمام العالم في صمت رهيب.الشعوب الاجنبية تتظاهر في كل مكان وتندد بالمجاعه والشعوب العربية والاسلامية محلك سر الحكومات في كل مكان عاجزة عن وقف هذه المجازر والموت جوعان هل أصبحت اسرائيل هي المسيطرة على العالم أم الخوف من بطش الولايات المتحدة الامريكية أصبح واقعا مريرا ماذا نحن قائلون عند نقف أمام الواحد القهار يوم لاينفع مالا ولابنون ولا جاه ولا سلطان كلا يقول نفسي نفسي هل نصرنا أخوانا في غزة أم ظللا نشجب وندين ونعترض ونشاهدهم أمام شاشات التلفاز وهما يموتون جوعان والعظام تكسو أجسامهم ولايقون على الحركة أم تعودنا على هذه المشاهد ومات فينا الضمير والانسانية والعروبة ونسينى قول رسولانا الكريم في الحديث الشريف “مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد؛ إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى” رواه مسلم ويعني أن المسلمين كالجسد الواحد فإذا أصاب أحد المسلمين مكروه أو ألم فإن باقي المسلمين يتأثرون به ويتعاطفون معه ويشعرون به كما لو كان الألم يمسهم فيشعرون به ويتألمون معه بالسهر والحمى..لماذا لاتتحد الدول العربية والاسلامية وتقول كلمتها وتاخذ موقفا جاد وحازما مما يحدث في غزة سوف نثبت للعالم ان لنا صوت ولنا كلمة وسوف يهابنا القاصي والدانى في انحاء المعمورة هل هناك خذلان أكثر مما يحدث الان دولة مارقه مثل أسرائيل لا تتعدى عدد سكانها 10 مليون شخص تتلاعب بمشاعر ومقداسات أمة ال2 مليار مسلم ولاأحد يستطيع ان يفعل لها أى شي ما هذا الانبطاح اذا أتخذنا موقفا حازما وموحدا ضد اسرائيل الولايات المتحدة نفسها سوف تهابنا وتعمل لنا مليون حساب وليس اسرائيل فقط ياأمة ال 2 مليار …
670 يومًا من الجحيم قرابة العامين مرّت منذ بداية الحرب وما زال النزيف مستمرًا. القصف لم يتوقف الحصار اشتد والجوع صار جزءًا من تفاصيل اليوم.
غزة تعيش مجزرة يومية لا كاميرات تنقلها كما يجب ولا ضمير عالمي ينهض لوقفها. فقط الأمهات يعددن الشهداء، والأطفال ينامون على صوت الطائرات وأرض غزة تبتلع المزيد من أبنائها.
الوجبة: ربع رغيف وماء مالح
في مشهد يذكّر بالمجاعات الكبرى يعيش سكان غزة على الفتات. لا طعام لا ماء نظيف لا دواء الناس يشربون من مياه الآبار المالحة يأكلون الأعشاب إن وجدت والمساعدات إن وصلت لا تكفي ليوم.
الأطفال يسألون عن الحليب والأمهات تبكين عجزهن والآباء يبحثون عن كسرة خبز وسط ركام الدمار.
القصف لا يقتل وحده
إنه الموت الصامت… لا صوت له لكنه يحصد الأرواح. من لم يمت بالقصف مات بالمرض أو الجوع أو اليأس. غزة تُخنق حتى في تنفّسها تُستهدف في غذائها في دوائها في كهربائها في مدارسها ومساجدها.
صمت العالم: شريك في الجريمة
العالم الذي يدّعي الحضارة يشاهد المجازر في غزة منذ شهور ويغض الطرف. التصريحات المكررة لم تعد تُسمن أو تغني والمجتمع الدولي فقد ما تبقى من مصداقيته.
غزة لا تحتاج كلمات بل تحتاج فعلًا يوقف هذا الجحيم تحتاج ضميرًا عالميًا يستيقظ من سباته يحتاج أن تُرى كإنسان لا كـ”قضية”.
غزة تنهض من الموت ..
ورغم كل شيء غزة لا تنكسر. أهلها يزرعون الأمل تحت الحصار ويبنون وسط الخراب ويتمسكون بالحياة وكأنهم يصرخون:
“نُقتل نعم… لكننا لا نُهزم.”