الغيرة وحقد النفوس دمار صامت يلتهم القلوب

دكتورة / ريهام فتحى فهمى
الغيرة والحقد من أخطر الأمراض التي تصيب القلوب فهي لا تؤذي صاحبها فقط بل تمتد لتفسد العلاقات وتزرع البغضاء بين الناس. الغيرة شعور طبيعي إذا كان في حدود التنافس الشريف لكنها تتحول إلى سمّ قاتل حين تتلبس بثوب الحقد فتدفع الإنسان إلى تمني زوال النعمة عن غيره بدلًا من السعي لتحقيق ما يتمناه لنفسه.
الحقد لا يولد بين يوم وليلة بل يتغذى على الإحساس بالنقص وقلة الرضا ومقارنة النفس بالآخرين. فيتحول القلب إلى ساحة مظلمة لا يرى فيها صاحبها إلا عيوب الناس ويتغافل عن نعمه وخيره. هذه المشاعر تسرق راحة البال وتزرع في الروح ضيقًا وهمًا لا يزول وكأن الإنسان يعاقب نفسه بنفسه.
وقد حذّر الدين والضمير السليم من هذه الآفات فالله تعالى أمر بسلامة الصدر ونهى عن الحسد ودعانا إلى الفرح لنجاح الآخرين كما نفرح لأنفسنا. فالقلوب النقية تعرف أن الأرزاق بيد الله وأن الخير حين يأتي لغيرك لا ينقص من نصيبك شيئًا.
محاربة الغيرة والحقد تبدأ بالرضا والقناعة، وبالتركيز على تطوير الذات بدلًا من الانشغال بنجاح الآخرين. كما أن الامتنان لما تملكه والدعاء بالبركة للغير، يطهّر القلب ويزيد من البركة في حياتك.
إن القلوب الطاهرة لا تعرف الحقد والأنفس الراقية تتزين بالحب والخير فاجعل قلبك مرآة صافية تعكس النور لا مرجلًا يغلي بالكراهية لأن الغيرة والحقد لا يحرقان إلا صاحبهما أما النقاء فيرفعك فوق كل ضيق وحسد.