الواجهة الرئيسيةمقالات

نتنياهو.. وجه الوحشية في غزة

بقلم / وليد محمد عبد اللطيف

قاضي في بيروت يُقبّل يد القاتل!

منذ السابع من أكتوبر وحتى اليوم لم يكتفِ بنيامين نتنياهو بارتكاب الجرائم بل جعل من الدم الفلسطيني وقودًا لبقائه السياسي. غزة تحولت في عهده إلى مسرح مفتوح للمجازر حيث يمارس أبشع صور الإبادة تدمير المدن قتل الأطفال والنساء ودفن آلاف الأبرياء تحت الركام في واحدة من أكثر الجرائم وضوحًا في تاريخ الإنسانية الحديث.

نتنياهو لا يكتفي بالعدوان العسكري بل يستخدم سلاح التجويع والحرمان من الماء والدواء في محاولة لتركيع شعب لم يعرف الاستسلام. لقد تعمّد أن يحاصر غزة لتتحول إلى سجن جماعي محاولًا كسر إرادة أهلها لكنه يواجه في كل مرة صمودًا يذهل العالم.

إن ما يفعله نتنياهو ليس سياسة بل وحشية عارية. إنه يُظهر للعالم أن الاحتلال لا يعيش إلا على الدم وأن مشروعه الاستعماري لا يكتمل إلا بإبادة الفلسطيني أو اقتلاعه من أرضه. وما يزيد الجرح نزفًا هو صمت المجتمع الدولي الذي يكتفي بالإدانة الناعمة بينما تواصل آلة القتل الإسرائيلية عملها بلا توقف.

مقال تحليلي نشرته صحيفة هآرتس الإسرائيلية تحت عنوان “بن غفير قال الجزء الهادئ بصوت عالٍ: نتنياهو ضحى بالرهائن من أجل مصلحة شخصية”.

ويستعرض المقال شكوك وزير الأمن القومي بن غفير بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يؤخر عودة الرهائن حتى على حساب حياتهم ويطيل أمد الحرب استناداً إلى مصلحة شخصية: بقائه السياسي.

ورغم أن صفقة إطلاق سراح الرهائن كانت مطروحة على الطاولة منذ عام كامل لفت المقال إلى أن “نتنياهو أفشلها مراراً وتكراراً للحفاظ على حكومته وتحالفاتها”.

أما الأنظمة العربية فمعظمها غارقة في حسابات ضيقة تراقب من بعيد ولا تتحرك بجدية. الشعوب العربية وحدها من تشعر بالألم تخرج في الشوارع ترفع الأعلام الفلسطينية وتصرخ في وجه الصمت. لكنها لا تملك القرار فيما الدماء تُسفك كل يوم.

نتنياهو اليوم ليس مجرد رئيس وزراء لإسرائيل بل رمز لعصر من الوحشية والدمار يُعيد للأذهان صور النازية والفاشية بأبشع أشكالها. ومع ذلك هو لا يدرك أن كل رصاصة يطلقها وكل بيت يهدمه وكل طفل يقتله يكتب سطرًا جديدًا في نهاية الاحتلال ويزرع كراهية عميقة في ذاكرة أجيال لن تنسى.

غزة اليوم تنزف لكنها أيضًا تكتب ملحمة صمود. وفي مواجهة وحشية نتنياهو تظل الحقيقة ساطعة: أن الاحتلال إلى زوال وأن الدم الفلسطيني لن يضيع بل سيكون لعنة تلاحقه هو وجنوده وشاهدًا على زمن صمت فيه العالم لكن قاومت فيه غزة وحدها.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى