وصول قوات أمريكية محدودة إلى إسرائيل لدعم وقف إطلاق النار في غزة

في خطوة تعكس التزام الولايات المتحدة بدعم اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس، نشرت واشنطن قوات عسكرية غير قتالية في إسرائيل، بهدف مراقبة تنفيذ الاتفاق وضمان استمراره قبيل قمة شرم الشيخ للسلام.
هذه التحركات تأتي في وقت حساس، حيث يستعد الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للمشاركة في القمة إلى جانب الرئيس عبد الفتاح السيسي، وسط توقعات بإطلاق وشيك لسراح الرهائن.
وبحسب تقرير نشرته صحيفة ” يو إس توداي”، فإن نحو 200 عنصر من القوات الأمريكية وصلوا إلى إسرائيل، ضمن مهمة يقودها مركز التنسيق المدني العسكري التابع للقيادة المركزية الأمريكية (CENTCOM).
وتهدف هذه المهمة إلى دعم الاستقرار في غزة، دون أي تدخل قتالي، حيث ستعمل القوات على مراقبة وقف إطلاق النار، وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية، والتنسيق مع فرق دولية من مصر وقطر وتركيا.
ونقلت شبكة PBS News الإخبارية الأمريكية عن الأدميرال براد كوبر، قائد القيادة المركزية، قوله إن “المهمة تركز على دعم الاستقرار، وليس التدخل العسكري”، مؤكدًا أن “الولايات المتحدة لن ترسل قوات برية إلى غزة”.
وأضاف أن الفريق الأمريكي سيعمل على ضمان عدم انتهاك وقف إطلاق النار، ومراقبة تنفيذ البنود المتعلقة بإطلاق الرهائن وتسهيل دخول المساعدات.
وفي سياق متصل، أفادت شبكة CNBC أن الرئيس ترامب وصف الاتفاق بأنه “نقطة تحول تاريخية”، مؤكدًا أثناء توجهه إلى الشرق الأوسط أن “الحرب انتهت”، وأن “الرهائن سيعودون إلى ديارهم خلال أيام”.
كما أشار إلى أن قمة شرم الشيخ ستشهد توقيع وثيقة ضمانات دولية لاستمرار وقف إطلاق النار، بمشاركة أكثر من عشرين زعيمًا عالميًا، بينهم الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، ورئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر.
وأكدت صحيفة دايلي صباح التركية الناطقة بالإنجليزية، أن القوات الأمريكية ستتمركز في قواعد عسكرية جنوب إسرائيل، بالقرب من قطاع غزة، حيث ستُشرف على عمليات التنسيق اللوجستي، واستقبال الرهائن بعد إطلاق سراحهم.
كما أشارت إلى أن ترامب أرسل مبعوثه الخاص للشرق الأوسط، ستيف ويتكوف، إلى قاعدة “ريئيم” العسكرية، لمتابعة الترتيبات الميدانية.
هذه التحركات العسكرية والدبلوماسية تعكس تحولًا في دور الولايات المتحدة من وسيط إلى ضامن، وتُظهر رغبة إدارة ترامب في تحويل اتفاق وقف إطلاق النار إلى مسار سياسي مستدام.
ومع اقتراب قمة شرم الشيخ، يُنظر إلى هذه الخطوات كجزء من استراتيجية أمريكية أوسع لإعادة تشكيل المشهد الأمني والسياسي في غزة، بعد حرب استمرت لعامين وأدت إلى دمار واسع النطاق.
ولفتت صحيفة ميامي هيرالد إلى أن نشر قوات أمريكية في الشرق الأوسط، وتصريحات نائب الرئيس الأمريكي بعدم إرسال قوات برية، يعكسان حرص واشنطن على دعم الاتفاق دون الانخراط في مواجهة مباشرة.
ويبقى نجاح هذه المهمة مرهونًا بمدى التزام الأطراف ببنود الاتفاق، وقدرة القمة على تحويل الهدنة إلى سلام فعلي.