جامعة قناة السويس تحصد تقدماً استثنائياً في تصنيف كيو إس للاستدامة

سجلت جامعة قناة السويس مكانة متقدمة جديدة على خريطة التعليم العالي العالمية، بعد تحقيق طفرة ملحوظة في تصنيف كيو إس للاستدامة لعام 2026، والذي أطلقته مؤسسة كيو إس لقياس أداء الجامعات في التعامل مع التحديات البيئية والاجتماعية ومعايير الحوكمة.
وجاء هذا التميز نتيجة جهود منهجية وتكامل في العمل الأكاديمي والبحثي والمجتمعي داخل الجامعة.
وقد اشتمل إصدار التصنيف لهذا العام على 2002 جامعة حول العالم بزيادة 257 مؤسسة عن العام الماضي، من بينها 83 جامعة إفريقية و29 جامعة مصرية، لتبرز جامعة قناة السويس بين الأفضل أداءً في المنطقة.
وأحرزت الجامعة تقدماً لافتاً في مجمل التصنيف لتحقق المركز 652 عالميًا، متقدمة 145 مركزًا عن العام الماضي، كما جاءت في المركز الثاني عشر إفريقيًا بعد تقدمها 8 مراكز، وفي المركز الخامس على مستوى الجامعات المصرية بعد صعودها 4 مراكز، وهو ما يعكس قوة التوجه المؤسسي نحو دعم الاستدامة كأحد محاور التميز النوعي في الجامعة. وجاء هذا التقدم في ضوء الأداء المتميز في محاور التصنيف الرئيسية الثلاثة.
وفي معيار الأثر البيئي، حققت الجامعة المركز 583 عالميًا بعد تقدم 20 مركزًا، مستندة إلى ثلاثة مؤشرات للتقييم؛ هي التعليم البيئي الذي حققت فيه الجامعة الترتيب 639 عالميًا والسادس مصريًا، والبحث في مجال البيئة الذي جاءت فيه في المرتبة 827 عالميًا والتاسع مصريًا، والاستدامة البيئية التي حققت فيها المركز 740 عالميًا والعاشر مصريًا. أما في مجال الأثر الاجتماعي، فقد واصلت الجامعة تحقيق تقدم نوعي بتحقيقها المركز 922 عالميًا بعد صعود 79 مركزًا، مع تميز واضح في مؤشرات تبادل المعرفة الذي حصدت فيه المرتبة 541 عالميًا، والصحة والرفاهية التي احتلت فيها المركز 721 عالميًا والثاني مصريًا، إضافة إلى مؤشرات التوظيف والفرص، والمساواة التي جاءت فيها بالمركز 895 عالميًا والخامس مصريًا، وأثر التعليم مجتمعياً. كما سجلت الجامعة تقدماً استثنائياً في معيار الحوكمة الجيدة، حيث حققت المركز 399 عالميًا بعد أن قفزت 392 مركزًا، وجاءت بالمرتبة 13 إفريقيًا والسابعة مصريًا، وهو إنجاز يعكس قوة البنية الإدارية والحوكمة الرشيدة التي تتبناها الجامعة.
وفي تعليقه على هذا الإنجاز، أكد الدكتور ناصر مندور، رئيس جامعة قناة السويس، أن هذا التقدم الكبير يعكس رؤية الجامعة ورسالتها في دعم الاستدامة كنهج استراتيجي يربط بين البحث العلمي والتعليم والمجتمع.
وقال إن الجامعة تمتلك نخبة من أعضاء هيئة التدريس ذوي الخبرات والإمكانات ما يؤهلها لمواصلة التقدم العالمي، مشيرًا إلى أن هذا النجاح هو ثمرة عمل متكامل ومخلص من جميع منسوبي الجامعة الذين يضعون خدمة المجتمع والتنمية المستدامة في مقدمة أولوياتهم.
ومن جانبه، أوضح الدكتور محمد سعد زغلول، نائب رئيس الجامعة لشئون الدراسات العليا والبحوث، أن التقدم في مؤشرات الأثر البيئي والاجتماعي والحوكمة جاء نتيجة جهود بحثية واسعة ومشروعات مبتكرة تهدف إلى معالجة قضايا البيئة والتنمية وتوظيف المعرفة في تحقيق تأثير إيجابي ملموس. وأشار إلى أن الجامعة تعمل على تعزيز بنيتها البحثية والاستفادة من مراكزها المتخصصة للمساهمة في وضع حلول عملية للتحديات المحلية والإقليمية والدولية.
وأكد الدكتور سامح سعد، مدير مكتب التعاون الدولي، أن هذا الأداء المتميز يعكس قوة الشراكات الدولية والتعاون الأكاديمي الذي تدعمه الجامعة، موضحًا أن التوسع في برامج التبادل البحثي وتطوير العلاقات مع الجامعات العالمية كان له دور بارز في دعم مكانة الجامعة في التصنيفات الدولية، بما يعزز حضورها على الساحة الأكاديمية العالمية ويدعم رؤيتها نحو جامعة ذات تأثير عالمي.
وقالت الدكتورة إلهام خواص، مدير وحدة التصنيف الدولي، إن هذا التقدم الملحوظ هو نتيجة متابعة دقيقة للمعايير الدولية من قبل الوحدة، والعمل المستمر على دعم الكليات والمراكز البحثية لتطوير أدائها ومواءمته مع المؤشرات العالمية.
وأكدت أن الجامعة تمتلك أساسًا قويًا للنهوض بمستوى الأداء المستدام، وأن العمل جارٍ لإحراز تقدم أكبر في السنوات المقبلة من خلال خطط متكاملة تستجيب لمتطلبات الاستدامة العالمية.
ويشير هذا الإنجاز إلى قدرة جامعة قناة السويس على إحداث تأثير إيجابي متصاعد على المستويات المحلية والوطنية والعالمية في مجال الاستدامة، وهو ما يبرهن على فهم عميق لأهمية مواجهة التحديات البيئية والاجتماعية والحوكمة من خلال منظومة تعليمية وبحثية ومجتمعية متطورة تضمن إعداد أجيال قادرة على قيادة المستقبل.







