يرى بعض المراقبين أن تصويت الأغلبية الساحقة من الجمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح تبرئة ترامب مؤشراً على نفوذه الذي لا يزال يحافظ عليه داخل حزبه. وقالت ممثلة ولاية جورجيا في المجلس مارجوري تايلور جرين، التي تعد بين أشد المؤيدين له، الأسبوع الماضي إن “الحزب له لا لأحد آخر”.
لكن صوّت سبعة أعضاء جمهوريين في مجلس الشيوخ لصالح إدانته، بينما صوّت عشرة جمهوريين من أعضاء مجلس النواب لصالح عزله الشهر الماضي، بينهم النائبة ليز تشيني، ابنة نائب الرئيس السابق ديك تشيني.
وبينما صوّت زعيم الأقلية الجمهورية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل لصالح تبرئته، إلا أنه أشار إلى أن ترامب مسؤول “عملياً وأخلاقياً” عن أعمال العنف التي شهدها السادس من كانون الثاني/يناير.
وفي إشارة إلى دعم الحزب لترامب، سارع بالفعل بعض أعضاء الحزب إلى توبيخ أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين الذين صوتوا لإدانة ترامب بالتحريض على تمرد الكابيتول.
وأعلن الحزب في ولاية لويزيانا مساء السبت أن لجنته التنفيذية صوتت “بالإجماع” على توجيه اللوم إلى السناتور بيل كاسيدي الذي صوت لإدانة ترامب.
وواجه الجمهوريون العشرة الذين صوتوا لعزل ترامب أيضا رد فعل عنيف في ولاياتهم الأصلية ومن أعضاء حزبهم في الكونغرس ولا سيما تشيني التي نجت من اقتراع لعزلها كرئيسة لمؤتمر الحزب الجمهوري.
ونأى عدد من الجمهوريين بأنفسهم عن الرئيس السابق بينما يستعدون لاختبار فرصهم في الوصول إلى البيت الأبيض في 2024. ومن بين هؤلاء حاكمة كارولاينا الجنوبية نيكي هايلي، التي قالت إن الجمهوريين أخطؤوا في دعمهم حملة ترامب الرامية لقلب نتائج الانتخابات، والتي قادت إلى الهجوم على مقر الكونجرس.
على الرغم من تكاتف الأغلبية بالحزب الجمهوري لدعم ترامب حتى الآن، إلا أن الرئيس السابق سيواجه تحديات كبيرة في حال أراد الترشح للرئاسة مرة أخرى.
ومن أكبر تلك التحديات هو إقناع أصحاب الأعمال والشركات الضخمة لتمويل حملته الانتخابية المحتملة في وقت يخشى فيه أصحاب تلك الأعمال أن يؤثر دعمهم لترامب بالسلب على صورتهم التجارية ورواج منتجاتهم سواء داخل الولايات المتحدة أو خارجها.
وبينما يظل ترامب مسيطراً على زعامته للحزب الجمهوري حتى الآن، إلا أن ذلك لا يعني أن طريقه للترشح المستقبلي لرئاسة البلاد ضار مفروشاً بالورود، بل تظل معالمه غير واضحة فى ظل الآثار السلبية لما جرى في مبنى الكابيتول على مرأى ومسمع من مئات الملايين من المشاهدين حول العالم.
كذلك يبقى مستقبل الحزب نفسه غير واضح، وخاصة بين الدعم الكامل لترامب من العديد من أعضاءه في ظل محاولة البعض الآخر الابتعاد عن صورته للحفاظ على مستقبلهم السياسي.
المصدر: يورو نيوز