تدور حرب شرسة على الساحل الغربي لقارة أفريقيا وتحديداً فى كوت ديفوار (ساحل العاج) ضد عصابات تهريب “الكاجو”، الذي يعرف بـ”الذهب الرمادي”، أبرز المحاصيل الزراعية في تلك البلاد.
وتعد كوت ديفوار المنتج الرئيسي لـ”الكاجو”، الذي ينتمي إلى المكسرات الفاخرة، لكن هذا المحصول يعاني من تهريب منظم، مما يؤدي إلى خسارة البلاد ملايين الدولارات.
وتشير التقارير المحلية الرسمية، إلى أنه تم تهريب ما بين 150 ألف و200 ألف طن من الكاجو العام الماضي لدول مجاورة بما فيها غانا وبوركينا فاسو، مقارنة بـ100 ألف طن في 2019.
وقال مدير مجلس كوت ديفوار للقطن والكاجو أداما كوليبالي في تصريحات خاصة لموقع “سكاي نيوز عربية”، إن بلاده تحاول بذل مزيد من الجهود للحد من هذه التجارة غير المشروعة، التي تساهم في العبث بالسعر العالمي الذي نحدده للذهب الرمادي”.
وتابع أن بلاده سنت حزمة تشريعات لمحاربة البضائع المهربةفي عام 2020، التي تؤثر كذلك على تجارة الكاكاو حيث تعد كوت ديفوار من الدول الأكبر إنتاجا له في العالم.
ونوه كوليبالي إلى أن “غالبية بارونات التهريب موجودون في الدول المجاورة، التي تساعدهم على إيجاد سوق موازية لهذه التجارة المنشية على أراضينا”.
ويواجه الأشخاص المدانون بالتهريب عقوبة بالسجن لمدة تصل إلى 10 سنوات وغرامة قدرها 50 مليون فرنك أفريقي (92 ألف دولار) ومصادرة محصولهم وتجارتهم غير المشروع.
وهناك جدل بين أوساط المزارعين حول هذه العقوبات، ومدي جديتها في الحد من عمليات التهريب المنظمة، وهو ما أشار اليه مزارعون من “فيركسيدوجو”، المنطقة الرئيسية لزراعة الكاجو.
وأشار المزراعون إلى أن عمليات التهريب المنظمة تعمل على رفع الأسعار بين 74 و92 سنتا أميركيا للكيلوجرام.
وصرح شريف الخريبي الخبير الاقتصادي وعضو المجلس المصري للشؤون الخارجية، في حديث خاص لموقع “سكاي نيوز عربية”، بأن إفريقيا تستحوذ على 90 بالمئة من إنتاج الكاجو العالمي.
ولفت إلى أن 10 بالمئة فقط من هذا الإنتاج تتم معالجته داخل حدود القارة السمراء، أما الباقي قيتم معالجته بالهند والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والصين وأستراليا، وهو ما ساهم بشكل كبير في توسيع عمليات التهريب عبر الحدود بسبب زيادة الطلب العالمي عليه.
وأوضح الخريبي أنه مع الرغبة في الشراء المكثف لـ”الذهب الرمادي”، فإن دول أميركا الجنوبية وآسيا لا تكتفي بمعالجة الكاجو الخاص بهما، بل تركز على الكميات المستوردة والمهربة من أفريقيا، لإعادة تدويرها وبيعها مرة أخرى في الأسواق العالمية.
المصدر: سكاى نيوز عربية