كشفت الصين عن إطلاق بنكها المركزي أضخم عملة رقمية حكومية في العالم، يسيطر عليها هو عمليا، في خطوة قد تسبب إزعاجا للولايات المتحدة. وتخضع العملة الصينية حاليا للمرحلة التجريبية داخل حدود الصين.
وكانت جمهورية جزر البهاما في البحر الكاريبي أول دولة تطلق عملة رقمية حكومية، ثم تلتها الصين التي ينظر إلى عملتها “اليوان” الرقمي على أنها الأقوى.
وتختلف عملة “اليوان” الرقمي عن غيرها من العملات الرقمية، حيث إن ثمة جهة واضحة تملكها أو تديرها، بخلاف بقية العملات التي تبدو خارج السيطرة. ولم يكن الأمر سهلا، إذ استغرق سنوات حتى تم الوصول إلى هذه العملة.
وصمم “اليوان” الصيني الرقمي من أجل تتبع جميع التحركات المالية، وعلى سبيل المثال ستعرف الدولة التفاصيل الكاملة لكل ما اشتراه شخص ما عبر هذه العملة ومن أين.
وفى المقابل كشف موقع “سكاى نيوز عربية” أن العملة الصينية ستكون مفصولة عن النظام المالي العالمي، حيث الهيمنة للدولار الأمريكي.
وقد أبدى عدد متزايد من الأميركيين اهتماما بمشروع الدولار الرقمي، ومن بينهم أعضاء في الكونجرس، الذين سألوا وزيرة الخزانة ومجلس الاحتياطي الفيدرالي (البنك المركزي) عن المشروع خلال جلسات استماع بهذا الشأن، مؤخرا.
وتقول تقارير إعلامية إن إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، بدأت في التحرك ضد العملة الصينية الوليدة، وسط مخاوف من أن تكون جزءا من محاولة أكبر لإسقاط الدولار باعتباره عملة الاحتياطات النقدية في العالم.
ويبحث مسؤولون في وزارة الخارجية الأمريكية والبنتاجون مجلس الأمن القومي، تداعيات إطلاق هذه العملة، التي ربما تشكل التفافا على العقوبات الأمريكية، وفق وكالة “بلومبرج” الاقتصادية.
تقول بكين من جانبها إن الهدف الرئيسي من وراء تدشين هذه العملة هو الوصول إلى سيطرة أكبر على سوق العملات الرقمية المتنامي، واستبدال بعض النقود المعدنية والورقية المتداولة.
ورغم حداثة عهد العملة الجديدة، فإنها توصف بأنها الأسرع والأرخص في سبيل المعاملات المحلية والدولية.
وتم اختيار آلاف الأشخاص من خلال نظام “يانصيب” للترويج للعملة الجديدة، مما يسمح باستخدام اليوان الرقمي الخاص بهم في كل من المتاجر المتصلة بالإنترنت وأخرى غير متصلة عبر تطبيق خاص.
ولقي “اليوان” الصيني الرقمي الجديد تجاوبا من طرف الشركات، بما فيها تلك الأمريكية التي تعمل على الأراضي الصينية، ومنها مقاهي “ستاربكس” ومطاعم “ماكدونالدز” التي تحركت بسرعة وصارت تقبل هذه العملة.
وتشكل العملة الصينية الجديدة تهديدا للبنوك التجارية، لكون التعامل سيصبح مباشرا بين البنك المركزي والجمهور، مما ينفي الحاجة لوجود هذه البنوك أو يقلص الاعتماد عليها إلى حد كبير.