تشهد الأوساط الكروية الأوربية زلزالا بقوة (12) ناديا من أقوى وأعتى الفرق الكروية العالمية والذين أعلنوا عن تأسيسهم للبطولة الجديدة التى تحمل اسم (دورى السوبر الأوربى).
هذا الزلزال الذى مازال يهز الأوساط الكروية وهدد معه أقوى بطولة للأندية عالميا هى دورى أبطال اوربا مما جعل الاتحاد الاوربى (اليويفا) بدعم من ااتحاد الدولى (الفيفا) يصدر تهديدا ووعيدا للأندية التى تسعى ل(الأستقلال) ببطولة لاتقام تحت مظلة الإتحاد الأوربى.
ولو انطلقت البطولة الأوروبية الجديدة التى أعلنت عنها أندية الصفوة في القارة بشكل مفاجئ فستكون بالفعل مدمرة لدوري أبطال أوروبا، أهم بطولة أوروبية على مستوى الأندية حاليا.
وفور إعلان الأندية المؤسسة للبطولة الجديدة عن تفاصيل المنافسة فيها تحركت القوى العظمى المحركة لكرة القدم العالمية ممثلة فى الفيفا واليويفا من أجل إيقاف الفكرة قبل تنفيذها خاصة ان ال 12 يسعون لإستقطاب المزيد من الأندية المؤثرة على مستوى العالم.
يأتي ذلك في الوقت الذي اعتقد به الاتحاد الأوروبي لكرة القدم أنه اتفق على توسيع دوري أبطال أوروبا اعتبارا من عام 2024.
البداية والفكرة
يعتبر فلورينتينو بيريز رئيس ريال مدريد، المهندس الحقيقي للخريطة المستقبلية لكرة القدم على مستوى الأندية وهو صاحب فكرة إقامة البطولة
ولكن..ماهى بطولة دورى السوبر الجديدة؟
الإجابة..هى مشروع بطولة أعلن عنه 12 ناديا من كبار اوربا سينطلق قريبا مع انضمام 8 أندية أخرى ووصول “المؤسسين” إلى 20 ناديا.
وماهى هذه الأندية؟
الإجابة هى:
1- ستة اندية من الدوري الانجليزي الممتاز : مانشستر يونايتد، مانشستر سيتي، تشيلسي، توتنهام، آرسنال، ليفربول.
2- ثلاثة اندية من الليغا الاسبانية : ريال مدريد ، برشلونة ، اتلتيكو مدريد.
3- ثلاثة اندية من ايطاليا : يوفنتوس ، انتر ميلان ، اي سي ميلان.
ومن المنتظر أن تنضم 8 أندية أخرى غير معروفة بعد، من بينها 3 ستعلن اللحاق بركب البطولة مباشرة، بينما تتأهل 5 أندية أخرى بناء على نتائجها في الموسم السابق.
هل تم وضع نظام خاص للبطولة؟
نعم ..فالبطولة المقترحة يشارك فيها 20 ناديا سيتم تقسيمها الى مجموعتين، بكل منها 10 فرق، تخوض مبارياتها في منتصف الأسبوع إلى جانب مباريات دورياتها المحلية.
تبدأ البطولة من أغسطس، وتخوض فرق كل مجموعة مباريات ذهاب وإياب، على أن تتأهل من كل مجموعة أول 3 فرق إلى دور الثمانية، ثم يخوض أصحاب المركزين الرابع والخامس بطولة مصغرة لإكمال الدور ربع النهائي.
أما باقي الأدوار فستقام بنظام خروج المهزوم حتى يقام النهائي في مايو.
وحسب منظمي البطولة الجديدة، فإن هناك نسخة منها للنساء ستنطلق بعد بدء بطولة الرجال.
وما هى جوائزها؟
قال بيان الأندية المؤسسة إن دوري السوبر يستهدف بدء منافساته “بأقصى سرعة ممكنة”، وستحصل هذه الأندية على 3.5 مليار يورو (4.19 ملياردولار) “لدعم خطط الاستثمار في البنية التحتية ومواجهة تداعيات جائحة فيروس كورونا”.
ردود أفعال
رد الفعل كان عنيفا على مستوى الإعلان عن إقامة البطولة وقامت الدنيا ولم تقعد فى الاتحادين الدولى والأوربى رافضين الفكرة ومهددين الأندية ولاعبيها بالحرمان من تمثيل منتخباتهم فى المحافل الكبرى.
ولوح الاتحاد الأوروبي لكرة القدم بحزمة عقوبات ستطال الأندية المشاركة في هذه المسابقة ولاعبيها الذين قد يواجهون كذلك عقوبة الحرمان من تمثيل منتخبات بلادهم.
ردود الأفعال لم تقف عند أكبر إتحادين يديران الكرة العالمية لكن السياسيون تدخلوا أيضا وأدلوا برأيهم فيها حيث عبروا عن رفضهم لإقامة المسابقة الجديدة خارج الأطر الرسمية.
والاتحادات الوطنية للعبة أيضا أعربت عن رفضها لهذه المسابقة الجديدة والسياسيون رأوا فيها تجنيا على الجماهير وعلى التضامن الأوروبي.
التقارب الفرنسي والألماني اتخذ هذه المرة بعدا رياضيا أسوة بالتقارب السياسي حيال عدة ملفات أوروبية مشتركة، إذ أعلنت الفرق الألمانية والفرنسية عدم انخراطها في هذه المسابقة.
الإتحاد الأوربى
ووصف الاتحاد الأوربى والاتحادات الوطنية الثلاثة (الإنجليزى والإسبانى والإيطالى) عملية الانفصال بأنها أمر “مثير للسخرية”. وأضاف الويفا في بيان أنه “في حال حدوث ذلك، نود أن نكرر أننا وكذلك الاتحاد الدولي للفيفا وكل الاتحادات الأعضاء، سنبقى متحدين في جهودنا لوقف هذا المشروع الساخر، وهو مشروع يقوم على المصلحة الذاتية لعدد قليل من الأندية في وقت يحتاج فيه المجتمع إلى التضامن أكثر من أي وقت مضى”.
وأكد رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم (يويفا) ألكسندر تشفيرين حرمان لاعبي الأندية المشاركة في السوبر الأوروبي من اللعب مع منتخباتهم الوطنية، مضيفاً أنّ هذا الحرمان سيشمل بطولة أوروبا وكأس العالم.
ووصف تشفيرين إنشاء البطولة بأنه اقتراح مُخزٍ من قبل عدد قليل من الأندية يقودهم الجشع على حد وصفه، كما واصل رئيس الاتحاد الأوروبي هجومه اللاذع على البطولة واصفا إياها بالصفعة في وجه عشاق كرة القدم .
وقال شيفرين: “لأننا نحترم الجماهير والتقاليد وكرة القدم ومجتمع كرة القدم ومجتمعنا سننتصر، في النهاية، سننتصر”.
وتابع رئيس الاتحاد الأوروبي لكرة القدم قائلا: “إذا أراد 12 شخصا الاجتماع من أجل احتجاز كرة القدم كرهينة، من أجل ملء جيوبهم الممتلئة أصلا ولا يمكن وضع المزيد من المال فيها، فلا يمكنهم الانتصار على المدى الطويل لا يمكنهم الفوز”، حسب تعبيره.
وأضاف شيفرين قائلا: “الجماهير ليست للبيع وكذلك اللاعبين وأتمنى أن يرفعوا أصواتهم وأن يوقفوا هذا المشروع غير العقلاني الذي سيقتل كرة القدم ليس فقط في بريطانيا ولكن في أوروبا ككل”.
وقال يسبر مولر عضو اللجنة التنفيذية للاتحاد الأوروبي لكرة القدم في تصريحات تناقلتها وسائل الإعلام العالمية: “من المحتمل أن يتم استبعاد ريال مدريد ومانشستر سيتي وتشيلسي من نصف نهائي دوري أبطال أوروبا هذا الموسم”.
مضيفاً: “هذه الأندية يجب أن تذهب، أتوقع أن يحدث ذلك الجمعة القادم، ومن ثم علينا أن نعرف كيف ننهي هذا الموسم من دوري أبطال أوروبا”.
الفيفا
فيفا أعرب عن “استيائه” من الإعلان، قائلا في بيان إنه “في ظل هذه الخلفية، لا يمكن لفيفا إلا أن يعبر عن رفضه للدوري السوبر خارج هياكل كرة القدم الدولية وعدم احترامها للمبادئ”.
وقال الرئيس المساعد لمانشستر يونايتد جويل غلايزر الذي سيكون نائبا لرئيس الدوري السوبر إنه “من خلال الجمع بين أعظم الأندية واللاعبين في العالم للعب مع بعضهم البعض طوال الموسم، سيفتح الدوري الممتاز فصلا جديدا لكرة القدم الأوروبية”
تهديد من المؤسسين
وذكرت وكالة “أسوشيتد برس” أنها حصلت على رسالة من الـ12 ناديا أوروبيا المؤسسين للبطولة إلى الاتحادين، تؤكد أنها “ستتخذ إجراءات قانونية تهدف إلى تفادي أي عرقلة يقوم بها الاتحادان الكرويان”.
وبعثت أندية إنجليزية وإسبانية وإيطالية هذه الرسالة إلى رئيس الفيفا جياني إنفانتينو، ونظيره الأوروبي ألكسندر تشيفرين، قائلين إن دوري السوبر الأوروبي حصل بالفعل على منحة قدرها 4 مليارات يورو (5.5 مليار دولار) من مؤسسة مالية.
ونقلت صحيفة الغارديان البريطانية أن بنك جي بي مورغان تشيس الاستثماري الأميركي الذي يمول مشروع دوري السوبر الأوروبي المثير للجدل وعد بمنح من 200 إلى 300 مليون يورو “مكافأة ترحيب” للأندية الـ12 التي وقعت على البيان فجر الإثنين الماضى.
وتابعت: “لهذا السبب، قدمت شركة سوبر ليغ طلبا أمام المحاكم ذات الصلة من أجل ضمان انطلاق البطولة بشكل سلس وفقا للقوانين المعمول بها”.
ولم تعلن الشركة عن هذه المحاكم.
وقالت: “من واجبنا، بصفتنا أعضاء مجلس الإدارة، ضمان اتخاذ جميع الإجراءات المعقولة المتاحة لحماية مصالح المسابقة نظرا للضرر الذي لا يمكن إصلاحه، الذي قد نتعرض له لأي سبب من الأسباب. هذه فرصة لتنظيم المسابقة فورا وتوزيع عائدات المنحة”.
انتقادات سياسية
وصلت الانتقادات إلى أروقة السياسة الأوروبية، حيث قال رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون إن الدوري الجديد “سيضرب قلب اللعبة المحلية، وسيثير قلق الجماهير في جميع أنحاء البلاد”، لكن لماذا؟
يرى المنتقدون أن الدوري الجديد “منتزَع بالقوة” من جانب الأندية الكبرى، وأن البطولة “منافسة مغلقة”، و”وسيلة لهذه الأندية لضمان المزيد من الأموال لأنفسها”.
كما يشعر المشجعون بالضيق، لأن المنافسة ستفقد إثارة الصعود والهبوط التي شوهدت في بطولات كرة القدم الأخرى، وبالتالي ستفقد اللعبة الإثارة.
ومع وجود عدد قليل فقط من المواقع المتاحة كل عام للفرق خارج المجموعة الرئيسية، يُخشى أن تنعدم المنافسة، مما يترك مجموعة حصرية ونخبة لا يمكن المساس بها في القمة.
وقال زعيم حزب العمال البريطاني السير كير ستارمر المعروف بمساندة أرسنال: “هذا الاقتراح يخاطر بإغلاق الباب في وجه المشجعين إلى الأبد، ويحولهم إلى مجرد متفرجين ومستهلكين”.
كما قال السير إد ديفي، زعيم حزب الديمقراطيين الأحرار البريطاني: “هذا جشع. يمزق قلب اللعبة الإنجليزية، ويترك الأندية في جميع أنحاء البلاد تعاني بعد عام سيئ”.
الحكومة الإسبانية تعارض
أعربت الحكومة الإسبانية عن معارضتها لدوري السوبر الأوروبي الجديد وطالبت الأندية “المنشقة” التفاوض مع الاتحاد الأوروبي ورابطة الدوري الإسباني.
وأصدرت الحكومة الإسبانية بياناً جاء فيه: “حكومة إسبانيا لا تساند المبادرة الهادفة إلى إطلاق بطولة دوري السوبر الأوروبي التي تروج لها أندية أوروبية عدة من بينها ثلاثة أندية إسبانية لأنها تعتقد بأنها أسست وتمّ اقتراحها من دون موافقة المنظمات الرياضية المحلية والعالمية”.
وذكر البيان بأن وزير الرياضة والثقافة الإسباني مانويل رودريغيس أوريبيس أجرى اتصالات هاتفية مع رئيس الاتحاد الأوروبي، رئيس الاتحاد الإسباني ورئيس الرابطة الإسبانية بالإضافة إلى رؤساء أندية ريال مدريد وأتلتيكو مدريد وبرشلونة.
الإتحاد الألمانى يرفض
ورفض الإتحاد الألمانى الفكرة والبطولة من اساسها ونشر الاتحاد الألماني بيانا مقتضبا على موقعه على الإنترنت، جاء فيه :
“من الواضح أن الاتحاد الألماني لكرة القدم ضد فكرة دوري السوبر الأوروبي”.
ويرى الاتحاد الألماني أنه “يجب أن يكون الأمر في كرة القدم دائما متعلقا بالأداء الرياضي” وليس بـ “المصالح الاقتصادية” الأنانية لعدد قليل من الأندية”.
وذكر البيان أن “المصالح الاقتصادية لعدد قليل من الأندية يجب ألا تنسف حالة التضامن السارية في كرة القدم”.
وأضاف “يجب على كل فريق أن يقرر ما إذا كان سيظل جزءا من منظومة كرة القدم بأكملها أو أن يكون جزءا حصريا من مصالحه الأنانية خارج إطار الاتحاد الأوروبي لكرة القدم والاتحادات الوطنية لكرة القدم”.
دعوة لإجتماع إسبانى
ودعا خافيير تيباس رئيس رابطة الدوري الإسباني لكرة القدم جميع أندية الليغا باستثناء برشلونة وريال مدريد وأتلتيكو مدريد لاجتماع طارئ الخميس القادم من أجل تدارس تداعيات إنشاء دوري السوبر الأوروبي.
