نفت السفارة الروسية في الخرطوم، اليوم الخميس، ما تردد حول تعليق اتفاق إنشاء قاعدة بحرية روسية على البحر الأحمر بالسودان ووصفته بأنه لا يتوافق مع الواقع.
وقالت في بيان على صفحتها على إنستجرام: “فيما يتعلق بالتقارير التي ظهرت في الفضاء الإعلامي الإقليمي والسوداني حول مزاعم إيقاف تنفيذ الاتفاق بين الاتحاد الروسي وجمهورية السودان بشأن إنشاء مركز تموين وصيانة للبحرية الروسية على أراضي الجمهورية، فإن السفارة الروسية في السودان تؤكد أن هذه التصريحات لا تتفق مع الواقع”. كما أشارت إلى أنها “لم تتلق أي إخطارات من الجانب السوداني”، حسبما ذكر موقع “العربية.نت”.
وكانت مصادر سودانية رفيعة أفادت أمس الأربعاء بإيقاف اتفاق إنشاء قاعدة بحرية روسية لحين المصادقة عليه من الجهاز التشريعي، فضلا عن وقف أي انتشار عسكري روسي في قاعدة فلامنجو البحرية.
يشار إلى أن روسيا كانت قد أعلنت في 9 ديسمبر 2020 اعتزامها إقامة قاعدة تموين وصيانة للبحرية الروسية قرب بورتسودان، قادرة على استيعاب 300 عسكري ومدني واستقبال سفن حربية تعمل بالطاقة النووية.
وشهدت الأيام القليلة الماضية جدلا واسعا حول زيارات عسكرية روسية إلى سواحل البحر الأحمر شرق السودان بغرض بناء القاعدة، وسط نفي مجلس الدفاع والأمن السوداني (أعلى هيئة أمنية في البلاد) الذي قال إنها معلومات غير دقيقة، دون أن يقدم أي تفاصيل بهذا الشأن.
وفي السنوات الأخيرة عملت موسكو على تعزيز نفوذها في إفريقيا من بوابة السودان، خاصة في المجال العسكري عبر إقامة مشاريع في المجال النووي المدني، بالتوازى مع مساعى واشنطن أيضا لتركيز نفوذها في المنطقة.
ويثير التقارب السوداني الروسي مخاوف الإدارة الأميركية الجديدة، التي ترى في موسكو تهديدا لتواجدها في مناطق النفوذ، وخاصة في إفريقيا.
يذكر أنه في نوفمبر الماضي نشر موقع الحكومة الروسية وثيقة اتفاق أولية مع السودان، لإنشاء قاعدة بحرية في البحر الأحمر لتزويد أسطولها بالوقود.
ونصت الوثيقة الأولية على إنشاء “مركز دعم لوجستي” في السودان، يمكن من خلاله تأمين “الصيانة وعمليات التزويد بالوقود واستراحة أفراد الطواقم” البحرية الروسية.
وكان مقررا أن يتم إنشاء القاعدة في الضاحية الشمالية لمدينة بورتسودان، بحسب الإحداثيات الجغرافية المذكورة في هذه الوثيقة المفصلة والمؤلفة من ثلاثين صفحة.