صرح مكتب حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة بأن الاتحاد الأوروبي يتحمل جزء من المسؤولية عن وفاة المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى القارة عن طريق البحر. جاء هذا بالتزامن مع نشر منظمة خيرية صورا حديثة لضحايا محاولات الهجرة جرفتها الأمواج إلى ليبيا.
وبحسب “بى بى سى”، ذكرت الأمم المتحدة في تقرير جديد، حول محنة عشرات الآلاف من المهاجرين الذين يعبرون البحر المتوسط في قوارب صغيرة كل عام، إن القرارات السياسية تتسبب في حالات وفاة يمكن تجنبها.
وسلط التقرير الضوء على تحركات بعض الدول الأوروبية الهادفة إلى تقليص مهام البحث والإنقاذ، وتجاهل نداءات الاستغاثة، ومحاكمة موظفي الإغاثة الذين يساعدون في جلب المهاجرين.
وتلقت منظمة “بروأكاتيفا أوبون آرمز” غير الحكومية بعض الصور من داخل ليبيا، وقالت إنها لأشخاص حاولوا عبور البحر المتوسط إلى أوروبا. وتظهر الصور جثث أطفال ونساء بينها جثة منتفخة لامرأة مدفونة حتى نصفها في الرمال. ولقي 743 مهاجرا، على الأقل، حتفهم في البحر المتوسط هذا العام.
وبلغ عدد الوفيات، بحسب البيانات التي نشرتها المنظمة الدولية للهجرة التابعة للأمم المتحدة، 630 حالة في منطقة وسط البحر المتوسط وحدها في عام 2021، مقارنة بـ289 حالة وفاة في البحر بأكمله في عام 2020.
وقالت لورا لانوزا، رئيسة الاتصالات في المنظمة الإسبانية، لبي بي سي: “نحن في حالة صدمة. عندما يحاول الناس الفرار من ليبيا، لا ينبغي إعادتهم أو تركهم عابرين في البحر المتوسط. يجب أن يكون هناك بحث وإنقاذ … لحماية الأرواح في البحر”.
وأضافت: “البحر المتوسط هو أكبر مقبرة في العالم. لا ينبغي أن يكون الأمر على هذا النحو”.
وقال رئيس الوزراء الإيطالي ماريو دراجى ردا على نشر الصور إن: “صور جثث أطفال ورضع جرفتها أمواج إلى أحد الشواطئ في ليبيا أمر غير مقبول”.
وتظهر إحدى الصور المنشورة عبر الإنترنت طفلا صغيرا يرتدي بيجامة للنوم من قطعة واحدة منقطة، وقد حجبت الرمال جسمه جزئيا. وهناك صورة أخرى لامرأة ترتدي سروالا أخضر، وقد انحسر النصف الأعلى من ملابسها ليغطي رأسها.
ونشر أوسكار كامبس، مؤسس بروأكاتيفا أوبن آرمز، على موقع تويتر صور جثث “أطفال ونساء لم يكن لديهم سوى أحلام وطموحات للعيش”، قائلا إنهم تركوا هناك لمدة ثلاثة أيام.
وكتبت الصحفية المستقلة، نانسي بورسيا، التي نشرت أيضا صورا للجثث على الإنترنت، على تويتر تقول إن أحد معارفها عثر على الجثث السبت وأبلغ السلطات، التي دفنتهم في نفس اليوم في مقبرة أبو قماش.
وتواجه أوروبا تدفقا من الأشخاص المتجهين إلى القارة عبر البحر المتوسط. وبلغ عدد من وصلوا إيطاليا هذا العام حوالي 13 ألف شخص.
وأثار دفء الطقس في المنطقة مخاوف من وصول المزيد من الأشخاص الذين يحاولون العبور.
وسبح حوالي 8 آلاف في غرب البحر المتوسط الأسبوع الماضي، من بينهم أطفال، وغامر آخرون باختراق السياج الحدودي للوصول إلى أراضي جيب سبتة الخاضع للإدارة الإسبانية من المغرب. وأعادت السلطات آلافا منهم بعد فترة وجيزة.
وكانت صورة الطفل الغارق، أيلان كردي، الذي كان عمره ثلاث سنوات في عام 2015، قد أثارت غضبا عالميا. وصور الطفل السوري على الرمال في تركيا ووجهه لأسفل، بعد أن حاولت عائلته الوصول إلى أوروبا.